كيف فرضت الهويات المحلية نفسها لتحل محل الهوية الوطنية

انتجت الحرب الذي اشعلت مليشيات الحوثي فتيلها نزعة مرعبة تجاوزت كل مفاهيم الانتماء الطبيعي للانسان لتحل محل الهوية الوطنية وهو السلاح الأكثر فتكا من صوت البندقية .

ان يفقد الإنسان هويته التي تربطه بمكونات المجتمع اليمني وتجعل منه غريب في وطنه في ظل تفشي الهويات المحلية التي عمدت الحوثية ومن خلفها العدو الايراني ما يجعلنا نتسال كيف لنا كيمنيين تقبلها ونحن شعب هويتنا واحدة وننتمي لحضارة عرفت بالحميرية باعتبارها اخر حضارة وحدت اليمن  التي نفتخر بانتمائنا لها شمال وجنوب وشرق وغرب .

فكيف يتجاهل البعض هويته التاريخية وينجر دون إدراك الى مشروع وضعت معالمه الثورة الخمينية التي تدرك أنه لا يمكنها التمدد داخل مجتمع مترابط الهوية والانتماء يمنيون قبل أن نكون حميرين الكهلانيين ويمنيون  قبل ان نكون عرب  فإن غابة الهوية اليمنية فل نستحضر الهوية العربية وان غابت الهوية العربية  فل نستحضر انتماىنا الحميري  .

وحدهم الحوثيين من يرون أنفسهم لا ينتمون لهذا الوطن فهم ليس من حمير ولا كهلان ولهذا تدفعهم جذورهم لتمزيق هويتنا التاريخيه  كيمنيين حميريين فالخطاب المناطقي جاء بموازاة الخطاب الطائفي السلالي الذي انطلقت من خلاله الحوثية فمهما بلغ حجم الاختلافات وحدة الانقسامات لأنها تظل سياسية ولا يمكنها طمس البعد التاريخي والقومي للهوية اليمنية الام .

سمعت ذلك ممن لم يعرفون اليمن ولم يسبق زيارته سمعتها من مغاربة عندما كنت طالب باليبيا ليقول لي اننا مغاربة واجدادنا مورسكيين فسألته ما هو الموريسكية قال اندنوسيين هجر اباىنا بعد اجتياح الاسبان للاندلس ورغم اننا مغاربة  ولكننا يمنيون الأصل ونفتخر بهويتنا اليمنية فنحن من قرطبة قبل أن نكون مغاربة ونحن مغاربة لاننا يمنيون و حميريين  .

ورغم مرور سنوات طويلة على الحديث الذي دار بيننا الا ان محاولة تغيب الهوية اليمنية تحت وهم اطلقته الحوثية باسم الهوية الايمانية  والبحث عن هويات طائفية ومناطقية أعاد لي الذاكرة .

وهنا اتسال لماذا نقبل الانسلاخ من عمقنا التاريخي ونتحول الى معاول هدامة لشعبنا الذي يفخر به كل عربي اين كان بلده فهل هو نقص  او اننا شعب لايستحق ماضي الاجداد .

مقالات الكاتب