حين أشبَعَ بُرُّ عدن قريشاً!

عندما دخل اليمنيون الإسلام لم يدخلوه ليكونوا عبيدًا لأحد، ولا دخلوه عن فاقةٍ وضمور حضاري، ولا عن دنيّةٍ ومهانة، لكنهم دخلوه ملوكًا وفاتحين لا قَول عليهم ولا صَول، كان أحدهم إذا زار قبيلةً من قبائل العرب خرجت رجالها ونساؤها وأطفالها إلى الطرقات يتعجبون مما عليه من الديباج والعقيق والزهو.

يروى أن المَلِكَ اليمني (الأَشعَثَ بن قيس) قَدِمَ على النبي محمد (ص) على رأسِ جماعةٍ مِن قومِهِ في عام الوُفودِ، وهم بين الستين والثمانين فارسًا، وعليهم جَلابيب من الدِّيباجِ المُخَوَّصِ بالذَّهَب، وعلى أعناقهم الحرير، وفي مقدمتهم الأشعثُ بنُ قيس، بِقامتِهِ الباسقة، ورأسِهِ الضخم، يَضرِبُ شَعرُهُ مَنكِبَيه، فَسَأله النبي: أوَلَم تُسلِموا؟، قالوا: بلى، قال:  فَما بالُ هذا عليكم؟!، فَشَقُّوهُ عن أعناقهم.. وتَجَرَّدُوا مما عليهم مِن أُبَّهَة، فقال رَجُلٌ مِن الأعراب: يا أشعث.. الحمدُ لله الذي نَصَر دِينَهُ، وأدخلَكَ وقَومَك في هذا الدِّين كارِهِين.  فغضب الأشعثُ وأمَرَ أحدَ رِجَالِهِ أَن يضرب الرَّجُل، فضربه،  ثم سَألَ رسولَ الله قائلًا: (أَتَتَكَافَأُ دِمَاؤُنا)؟ أي:  هل نحن  سَواسِية في هذا الدِّين، لا عَبيدَ ولا سَادَة، فَرَدَّ  عليه الرسولُ: (نعم..  ولَو قَتَلتَ رَجُلًا مِن باهِلةَ لَقَتَلتُكَ بِه) وكانت باهلةُ  قبيلةً مَرذُولةً عند العرب، والرسول بهذا الجواب يؤكد أنه لا فَوَارِقَ ولا أَنسابَ ولا مَناصبَ تُجدي أمامَ عَدلِ الإسلام الذي بُنِي أصلًا على المساواة.. ويُحكى أن الأشعثَ وقومَه مَكثُوا بِضعَةَ أيام في المدينة يَنحَرُون الإبل ويُطعِمُونَ الناسَ حتى قال قائلُهُم:

قَيسُ أَبُو الأَشعَثِ بِطرِيقُ اليَمَنْ
أَشبَعَ آلَ اللهِ مِن بُرِّ عَدَن

مقالات الكاتب

قنبلة عيدروس!

أتمنى أن تكون قنبلة صوتية وأن يتم إقناع عيدروس الزبيدي بإعادة اليمين الدستورية!هذا أسهل وأفضل حللأن...

خالد الرويشان:كش رئيس!

ماذا فعل التحالف بالرئيس هادي؟ وماذا فعل هادي بنفسه قبل ذلك؟! الهدف ليس هادي بل شرعية الجمهورية ال...

سقطرى .. قطرة القلب!

كتبت عن سقطرى وسأكتب حتى تعود لأبنائها وتعود لليمن الكبير  تماماً كما كتبت وسأكتب عن صنعاء حتى...