أذرع إيران والبديل المجهول وبلاهة الفرحة العربية!
عندما يتمكن العجز من المرء ويصبح غير قادر على الفعل ويبلغ الشعور بالضعف والوهن عنده مداه يجد نفسه مر...
(1)
معارك شبوة اليوم ليست جديدة فهي امتداد لمعارك سابقة فجرها طرفي التدخل في اليمن بعد إنتصار المقاومة الجنوبية على الحوثيين واذنابهم في عدن في العام 2015م وهي معارك موجهة من أحد طرفي التدخل في اليمن وتنال مباركة الطرف الآخر القائد لهذا التدخل .
(2)
لم يأتي مجلس مشاورات الرياض كما أُعلن عنه ليخوض معركة التحرير وإنهاء الانقلاب الحوثي بل جاء فقط للملمة ادوات معارك أطراف التدخل في اليمن والتي هي ايضا لاتسعى للانتصار على الحوثي ولكنها فقط تريد الوصول معه إلى اتفاقات تأمين لمصالحها وحدودها على حساب الجغرافيا اليمنية.
(3)
جاءت تشكيلة مجلس مشاورات الرياض القيادي لتجميع المليشيات التي رهنت مشاريعها المناطقية والحزبية لنصرة مشروع الطرف الممول والراعي لها والموجه لتحركاتها، واغتصبت أطراف التدخل شرعية الرئيس هادي ومنحتها لهذا المجلس وكانت هذه هي ورقة الإقليم التي أخضعت بها رقاب أعضاء مجلس المشاورات القيادي.
(4)
كان لابد من تنفيذ الخطة (ب) التي تنص على استبعاد الرئيس هادي واختطاف شرعيته وصناعة شرعية جديدة بمواصفات تسمح بمرور المشاريع الإقليمية بسلاسة بعد أن فشلت الخطة (ا) التي قامت على أساس تقوية تواجد التيار الخادم لمشاريع وأهداف طرفي التدخل في إطار هذه الشرعية وجر قرارها إلى حيث يريد طرفي التدخل .
(5)
كانت معركة استبعاد القوى الوطنية وصناعة المكونات المناطقية البديلة ، واغتيال العلماء والمشايخ والقيادات المقاومة والكوادر المؤهلة ، وانتشار السجون السرية بكل تجاوزاتها الانسانية والقانونية والزج بكل من يعارض مشاريع طرفي التدخل فيها ، وتشريد من تبقى منهم خارج الوطن ، هي أولى المعارك ما بين مشاريع طرفي التدخل وادواتهما المحلية وبين التيار الوطني الممانع لهذه المشاريع والرافض لها ، وهي المعركة الأولى الموجهة ضد الوطن .
(6)
كانت المعركة الثانية هي محاربة الحكومات المتتالية وعرقلة أعمالها وطردها من العاصمة عدن ، ومحاربة ومنع تواجد الرئيس هادي في العاصمة عدن ، والإصرار على وضعه تحت الإقامة الجبرية في الرياض ، والاتجاه إلى نشر الفوضى في المناطق التي تقع تحت أيدي أدوات ومليشيات مشاريع طرفي التدخل ، ومعاقبة المواطنين بالخدمات الأساسية لخلق واقع قابل بمشاريع طرفي التدخل مهما كان قبحها وبشاعتها.
(7)
جاءت المعركة الثالثة لاستبعاد نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية السابق المهندس أحمد بن أحمد الميسري التي واجه فيها طرفي التدخل مباشرة بعد أن فشلت ادواتهما المحلية في مواجهة إمكانيات الرجل ومن معه وهربت من أمامه غير مُعقبة من عدن في اغسطس 2019م مولية وجهها شطر قّراها ومناطقها تاركه معسكراتها وما حوته ولم تعد إلا بعد أن مهد لها طرفا التدخل لتلك العودة .
(8)
اليوم معركة شبوة هي فصل من فصول حرب استعادة الدولة ومؤسساتها والحفاظ على سيادة الوطن ، ولن يكون الفصل الأخير في معركة الوطن ضد مشاريع طرفي التدخل في اليمن ، فمثل ما تصدت شبوة لأدوات هذه المشاريع من قبل وكسرتها ستتصدى لها اليوم وستكسرها فمشاريع الأوطان هي من ستنتصر في النهاية وإن تعددت في طريقها واعترضتها الصعاب والمؤامرات.
(9)
في خضم معارك أدوات مشاريع طرفي التدخل في اليمن تاهت قضية الجنوب التي عبثت بها المشاريع القروية والمناطقية الضيقة وسخطت مشروعيتها وحولُتها من قضية وطنية إلى(رقعة قماش) ترفرف على آلاف الكيلو مترات من أراضي عدن المُغتصبة، وترفرف على أطقم المداهمات والاختطافات ضد المعارضين لمشروع توظيف القضية لصالح مشاريع مبهمة وماسٌة بسيادة الوطن.
عبدالكريم سالم السعدي
15 اغسطس 2022م