انسوا جراح 86، وضمّدوا جراح ما بعد 2019 وحتى اليوم

الأفضل لنا جميعاً، أن ننسى أو نتناسى جراح 13 يناير،  خصوصاً ونحن اتفقنا على أعظم منجز وأصلب قاعدة،  وأنبل مبدأ : التصالح والتسامح الذي انطلق من جمعية ردفان في العام 2006، وهذا المبدأ مثل للجنوبيين الأرضية الخصبة التي انطلق منها الحراك الجنوبي.
المهم،  مؤلم كمية الشتم واللعن، سواءً من الأقلام التي تنطلق عاطفياً للنيل من طرف دون أخر، أو تلك الأقلام المدفوعة لصب الزيت على نار الفتنة.
شخصياً،كنت، برغم فارق العمر، شاهداً حياً على بعض، كواليس الأحداث، من خلال علاقتي التي جمعتني بقيادات الصف الأول والثاني والثالث، المرتبطين والمتسببين في تلك الأحداث.
أتذكر الرئيس علي سالم البيض، في أكتوبر من العام 2013، وضمن جهود شخصية بذلتها من أجل عقد لقاء، ودي وسياسي، بينه والرئيس على ناصر، ونجحت في عقد هذا اللقاء في فندق جراند هيلز، بحضور عمرو البيض، و السفير حسين الفضلي،  أن الرئيس البيض قال لي عشية هذا اللقاء، حرفياً: علي ناصر رجل صادق و صاحب كلمة، ولم يكن يوما متأمراً ولا دموياً، وهو الجنوبي الوحيد الذي إذا اقتنع بمشروع الانفصال،  الآن يستطيع أن يحشد محليا وإقليميا و دوليا، لتحقيق هذا الهدف،  وأضاف: بالنسبة لي أنا رجل ميداني لا أعرف دهاليز السياسة، انا هكذا، ومد يده.
وأكد الرئيس البيض أن لا أحد يتحمل ما حدث منفرداً، الجميع يتحمل المسؤولية. 
تحميل الرئيس علي، ناصر منفرداً موبقة 86، أمراً لا ينطلي على  عاقل،  بل أن أحد قادة الأولوية، يرتبط ، بالشهيد المناضل علي عنتر، أسريّاً، عندما أخبرته بكلام جورج حاوي، الذي نقل فيه تهديد بتصفية رئيس الدولة، قال صحيح، لأن علي عنتر، كان قبيل الأحداث بأيام، يلقي خطابات لوحدات من الجيش ويقول: أمر تصفية على ناصر ورفاقه الخمسة قد اتخذناه ولا تراجع عنه.  قاطعه أحد الضباط قال :كيف لو بدأ علي ناصر بالقتل، رد علي عنتر: مستحيل يبدأ لانه لو بدأ ببخسر الكرسي، وهو همه فقط هذا الكرسي.
هذا ليس نبش للتاريخ، (قدها منبوشة للأخير)،  ولكن ليفهم البعض ولو جزء من الحقيقة . 
المهم الآن بالنسبة للجنوبيين،  هذه أحداث مرّ عليها 36 عاما، وجراحها قد التحمت، لكن جراح ما بعد العام 2019، وحتى اليوم لا زالت  مفتوحة بين الجنوبيين، كيف يمكن لنا أن نضمّدها؟

مقالات الكاتب