كيف نحتفي بيوم المعلم ونكرمه ؟

 

تحدث العلماء عن المعلم وكتب الادباء ونظم الشعراء وجميعهم يثنون على المعلم ويصفوه بأبلغ العبارات واعمق الجمل واروع القصائد وهو لا شك يستحق ذلك وأكثر حتى ان أمير الشعراء عنه قصيدة تكتب بأحرف من نور ، ومنها هذا البيت الذي بقي على لسان الكثير ويحفظه الصغير والكبير :
قُمْ للمُعَلمِ وفه التبجيلا***كاد المعلم أن يكون رسولا.

ونحن نعيش اليوم يوم المعلم كثر الحديث عن يومه وعجت وسائل التواصل الاجتماعي في الحديث عنه والمديح له ،  فإني وبيقين اقول أن المعلم يفترض أن تكون الايام كلها أيامه ولا تنحصر بيوم واحد ولكنها مقبولة من باب تذكير الغافلين وزجر ضمير المتحاهلين لدوره العظيم.

هو معلم الناس الخير الذي يصلي عليه الله واهل السماوات واهل الارض ، فحقه علينا عظيم ودوره لا يقدر ، فهو من يبني الحياة ويربي الاجيال ويصنع القادة ويتخرج على يديه كل الرواد وأهل الاختصاصات وجميعهم يرتقون في سلم الحياة ويبقى هو في مكانه كتلك الشمعة التي تحترق وتذوب لتنير لمن حولها.

الاحتفاء بيوم المعلم يجب الا يكون بهرجة وكلاما معسولا ينتهي بانتهاء هذا اليوم.

المعلم في بلادنا يعاني الويلات والكثير منهم اصبحوا هيكلا عظميا من شدة الجوع وعشق المرض لاجسادهم النحيلة بسبب تعذيبهم بالفقر وحرمانهم من مرتباتهم وابسط حقوقهم ، لا يلتفت اليهم احد ولا يشعر المسئولون بمعاناة اسرهم وخاصة بعد الانقلاب السلالي المقيت الذي من اعلى اهدافه التجهيل للمجتمع ولهذا هو يرى دور المعلم الصحيح خطر على مشروعه  العنصري فحرم المعلم مم راتبه ويحاول ان يفرض عليه معتقده وخرافاته ، ويكلف جهالا من سلالته واتباعه يعلمون المعلم كيف يصبح جاهلاً وكيف يجهل الاجيال ويلقنهم خرافاته ومن يعارض ذلك فإن مصيره مجهول.

نريد من يوم المعلم ان يكون يوم مراجعة للدولة والمجتمع لأنصافه والنظر اليه كعنصر اساس في تربية النشيء وبناء الوطن ، ولن يكون دوره سليما الا اذا كان جسمه سليم وعقله سليم ، ولن يكون كذلك إلا بالاهتمام به ورعايته وتوفير الحد الادنى من العيش الكريم لأسرته.

نناشد قيادتنا الشرعية ان تعيد النظر في مرتب المعلم الذي اصبح لا يكفي لاسبوع واحد فينصفوه بما يكفيه فدوره ليس اقل اهمية من دور القصاة وكل المسئولين ، فإذا صلح حال المعلم واستقر نفسياً صلح الجيل الذي يربيه.

كما نرجو ان ينظروا لحال المعلم الذي يعيش المناطق التي تسيطر عليها المليشيات السلالية وكيف اصبح مستهدفا لكي ينقرض ويحلوا محله جهالا يجهلون الأبناء لكي يسهل قيادة المجتمع فحرموه مرتبه وامعنوا في اذلاله ، فمدوا اليهم حبل النجاة ولا تدعوهم فريسة للطغاة الجهلة الذين لا يرقبون في يمني إلاً ولا ذمة وخاصة المعلمين والمستنيرين.

ايها المعلمون الكرام/
سلام الله عليكم ولن يفلح من يخذلكم والله معكم ولن يتركم من عملكم شيئاً.

مقالات الكاتب