لماذا تختفي الشعارات الوطنية عند أدعياء اليسار ممن باتو ضمن هرم السلطة

يفتقر العربي بشكل عام واليمني بشكل خاص  إلى نخبة حقيقة تحمل في عمقها المسؤولية تجاه شعوبهم فالنخب اليمنية لا تجد غير ثقافة المحسوبية ولا ترى السلطة إلا وسيلة للإثراء تحركهم أطماعهم الأنانية وليس لها انجاز غير الذهاب بالوطن نحو الهاوية والارتهان للأجنبي دون تقدير المخاطرة التي يتسببون بها وهي القضاء على آمال شعوبهم بالمستقبل .

وحدها المعاناة من تجلبها النخبة اليمنية  بكل مكوناتها
لشعوب رغم الشعارات التي ترفعها وهي شعارات براقة الأ أنها بعيدة كل البعد عن الواقع المعاش عشنا تلك الشعارات وحفظناها وآمنا بها دون أن نكلف أنفسنا بوضع عدد من الاسئلة عليها وهي ما مدى انسجامها مع ثقافتنا .

التي رغم ايمانها بتلك الشعارات إلا أن الإيمان لم يتمكن من التحرر من إرث الماضي لنكتشف أن ما تدعيه نخب اليسار من الادعياء قناعة وإيمان لم يكن إلا حالة والدتها الحرمان لا إيمان جلي يهدف إلى تغيير الواقع البائس لتسقط عند أول منعطف حقيقي.

وهو منعطف السلطة التي سريعا ما يتخلى المؤمن بفكر ظل يدعي أنه يعمل على تحقيقه في حل بلغ قمة السلطة ليجد نفسه ينغمس بملذاتها وتختفي معها الشعارات التي ظل يدعو إلى تحويلها إلى نظام حكم باعتبارها تحمل الخلاص من الظلم بحق الشعب قبل وصوله هرم السلطة متوعدا بتحقيق العدالة والمساواة لتحل المحسوبية والمنسوبية محلها في وجدان ادعيا اليسار

جل من نراهم اليوم في هرم السلطة هم من المنادين لمحاربة الفساد والرافضين استغلال الوظيفة العامة على أساس المحسوبية والولاء السياسي  الآن مناداتهم التي عرفها ثوار الساحات لم تكن إلا مجرد أكاذيب يدغدغون بها قلوب السذج لتكشف الأيام أنهم  أكثر من يجسدها على أرض الواقع  .

لم نجد لها صدى عند تقلدهم.المسؤولية فالواقع كشف أنهم أكثر من يمارسون ما كانوا يرونه جريمة بحق الشعب قبل تقلدهم السلطة .

فمن نراهم اليوم ممن كانوا ينادون برفض توظيف السلطة لخدمة المحسوبية والولاء السياسي هم أكثر من يمارسونها وبشكل أقل ما يمكن وصفه بالفج دون ابهين بما كانوا يرونه جريمة يمارسها نظام صالح الذي اثبتت الايام أنه كان أقل بشاعة مما هم عليه اليوم .

والاكثر غرابة أنهم غير ابهين بما كانوا يرونه جريمة رغم مشاركتهم بأسلوب أكثر بشاعة ولم تجبرهم الفضائح التي صعدت من تحت الطاولة لتطفو على السطح بشكل تفوح منه رائحة النتانة أن سقوطهم المريع كان كفيل بمعرفة من خدع بهم فعل يدرك معين ومعاونية الحقيقة باتت مكشوفة  .

وهي حقيقة جعلت من نظام صالح كان  أكثر نظافة مما هم عليه فما يمارس من قبلهم  بحق الشعب  جعل الشعب يصف الماضي باعتباره الأجمل والأفضل معتبرين مآسي الماضي  بالزمن الجميل الذي تحن إليه أفئدتهم .

من نراهم اليوم بالسلطة ليس إلا لعنة حلت على الشعب وهم بصمة سوداء لا يمكن تنظيفها وازالتها وان جلبو كل مساحيق العالم من جبين اليسار وغيرهم من ادعيا السلطة

ولا استبعد أن مساحيق التنظيف تشعر بالاشمئزاز وهي تحاول تنظيف وجوههم البشعة وهو الاشمئزاز الذي يجعل مفعولها أقل كفائة لأنها تواجه بقع داكنة يعمها السواد والأكثر غرابة أن معرفتهم بالبشاعة التي  يمارسونها  باتت مكشوفة .

و لا تجعلهم يشعرون بالخجل وأنما يزدادون بشاعة لتسقط شعاراتهم التي ظلت مقدسة في عيون المخدوعين بهم وتداس مفاهيمها البراقة لأن من نراهم اليوم بالسلطة ممن  استظلوا بها  ليخدعوا شعوبهم بها كانوا سبب رئيسي بإسقاط قداستها.

دعاة محاربة المحسوبية وتطبيق العدالة ليس أكثر من ادعيا يجدون أسلوب التقمص و يفتقرون إلى القناعة ويبحثون عن من يمجدهم مع أنهم يدركون أن من يمجدهم.ليس أكثر من كاتب يقول ما لم يؤمن به وما يكتبه ليس قناعة وإنما نفاق يسعى من خلاله لنيل رضاهم لأنهم باتو أسوأ من يتولى السلطة .

وهي سلطة كشفت حقيقة واحده أنهم لا يرون مبادئ الأممية والقومية والوطنية اكثر من قناع تخفي تحته بشاعة ما هم عليه لتنزع الاقنعة التي ظلت ترتديها وهي تنادي بالنضال من أجل إقامة دولة مدنية تكفل العدالة التي مهمتها نبذ استغلال السلطة باعتبارها وسيلة لشراء الذمم .

الا دعيا من اليساريين والقوميين هم اليوم من تقف عليهم حكومة معين وهم أفضل ما يمكن أن يعرف اليسار الاممي والقومي من خلال هم باعتبارهم من أكثر الأدعياء حده لتكشف لنا الأيام حقيقة خدع بها الكثير يوما ما والسؤال الأهم هل يدرك معين ومعاونيه أن الشعب بات يمجد ماضي صالح ويلعن حاضرهم

مقالات الكاتب