عندما تمارس السلطة المحسوبية فبمن يستعين المواطن

يجد المواطن اليمني  صعوبة عندما يشاهد  السلطة من تمارس المحسوبية والولاء في اطار الوظيفة العامة ما يجعله يتساءل ماهي معايير الوطنية لدى من نراهم  قيادة الدولة.  

وهل وجودها في هرم السلطة نابعة من إيمانها بالمسؤولية عن الوطن بشكل عام أو أن موقعها ومكانتها محصورة بحسب الولاء  .

في بلادنا لا يرى المسؤول نفسه يدير مؤسسة وطنية ومهمته خدمة الشعب  بكل مكوناتها وأنما موظف يخدم أطراف  معينة بذاتها ضمن أجندة يعمل وفقها متجاهلا موقعه كمسؤول عن  ادارة مؤسسة معنية بوطن لا بأشخاص أو جماعات .

والغريب أن تمارس من قبل أشخاص خدع بهم الشارع لسنوات طويلة ما يجعل ممارستهم مثير للجدل عن حقيقة ما كنا نسمع عنهم .

وماذا لو عرف الشارع حقيقتهم التي ظلت خفية ومجهولة خاصة أن ما نسب لهم لم.يكن إلا وليد هالة اعلامية وضعت وفق حسابات خارجة عن ماهم عليه

انكشاف حقيقة تلك الوجوه بعد اختفاء من عمل على بروزها وسخر لها إمكانيات الدولة ليتضح أن ما نسب من نجاح  لم يكن  إيمان بتحقيق منجزات وخطط وضعها وفق رؤيته لوطنه بقدر ما كان الهدف دعائي يقف خلفه بعد سياسي من قبل النظام  الأسبق .

اكتشاف الحقيقة تولد مرارة تفقد المواطن الامل بتلك القيادات التي ظل يراهم قدوة لغيرهم ليجعل منهم مثلا اعلى ولسان حاله يقول كم هذا الوطن بحاجة لمثلهم  لتتضح الرواية عن من خدع بهم أنهم ليس إلا كغيرهم ممن لا يرون الوظيفة العامة إلا حكرا لأطراف معينة تربطه بهم مصالح سياسية لا وطنية .

باختفاء الأقنعة وانكشاف ما تخفيه ولد صدمة قاتلة ليتضح الزيف والتضليل ليجد الإنسان امامه شخصية لا ترى المواطن إلا بعين المحسوبية والولاء وفق توجه مخيف يرسم خريطة اليمن بشكل يضع مفاهيم المواطنة المتساوية على المحك ويفقد المواطن ايمانه بمثل هؤلاء باعتبارهم  يعملون من أجل تعزيز هوية الدولة التي تكفل الحقوق لجميع ابنائه .

فهل يدركون أنهم يتولون سلطة متهالكة تنهشها المخاطر وان الواقع يحتم عليهم اعادة التفكير بشكل جدي يحفظ لليمن  موقعه ومكانته ولن يكون إلا وفق منظور واحد تتمثل ببناء الثقة بين المواطن والمسؤول بدلا من الانتقائية وفق مصالح شخصية .

والغريب أن المسؤول يتجاهل ما يقوم به من خلق فجوة كبيرة تعزز الانقسام وتولد الشعور بالمظلومية وتضعف المؤسسة الحكومية التي يديرها  .

وهنا أجد نفسي مرغما لوضع عدد من الاسئلة مالفرق بينه وبين مليشيات الحوثي التي سخرت إمكانيات الدولة الواقعة تحت سيطرتها لخدمة المحسوبين عليها مع أن الفرق كبير الحوثية مليشيات  متمردة على الدولة فلماذا تمارس أساليبها

مقالات الكاتب