خطوات خارج قفص التجهيل خطوة (49)


جنوب المناطقيين الانتقاليين تبخّر وتحوّل إلى مطر أسوْد من الأرصدة البنكية والأراضي السكنية والزراعية في عدن وأبين ولحج وبقايا مٌستغفلين أشد مايحتاجونه اليوم هو مواساتهم والدعاء لهم بالبصر والبصيرة .

(2)
جنوب الشرفاء والصادقين الحقيقيين باق وقضيته موجودة ولايستطيع أحد تجاوزها ، ومحاولات الالتفاف عليها تارة بتكييفها وفق اهواء خصومها ، وتارة أخرى باستغلال ضحالة تفكير عقلية بعض المنتمين لها والمنفسين عن احقادهم التاريخية من النكرات المنتمين لها  (والانتقالي مثال حي لذلك) ستصدم بجدار الواقع الذي يقول أنه لا مناص من حل لقضية الجنوب يرضي الشارع الجنوبي بعيدا عن مغازلة المرتزقة وصناعة المكونات العميلة لفرض الوصاية على تلك القضية.

(3)
جنوب المناطقيين وخطابهم الخارج من زوايا احلامهم الضيقة دمّر كل الروابط الاجتماعية والسياسية ولم ينتج إلا (عدن) مدمرة ومقهوره ومختطفة يحلم بها أهلها وفاقدة حتى لمقومات القرية، و(لحج) ممزقة حتى على مستوى الأسرة الواحدة ، و(أبين) تحت الخطر إما تلتحق بمصير أخواتها عدن ولحج أو تعانق الخيار المُر ويتم تسليمها للقاعدة ولابو علي الشبواني أخو الانتقالي في الرضاعة.

(4)
و(شبوة) تتنازعها المليشيات وتطمس آثار استقرارها وتختزلها في منشأة بلحاف ويرضع خيراتها المتسكعين على ضفاف مشاريع بعض اطراف التدخل المشبوهة ، و(حضرموت) تعلن ليلا ونهارا كرهها ورفضها لكل مايربطها بمحيطها وتطالب باستقلاها وحريتها ، و(سقطرى) هبة وثمن للتمكين المناطقي في عدن ، و(مهرة) تهوي في سماء المجهول ولا أحد يستطيع التكهن أي يد ستلقفها ولم يعد لها بعد الله إلا الشرفاء من ابناءها.

(5)
الخطاب النزق والعقلية المريضة لخطاب الزوايا المناطقية المظلمة المتخبطة في قيود أحلام الحكم والسلطة يتحدث عن الجنوب وكأنه دولة مستقلة في الوقت الذي مازال قانونيا وعمليا مرتبط بالجمهورية اليمنية وبهذه العقلية تاه  ولا وصل إلى الجنوب المستقل ولا ترك الناس تمارس حياتها على هامش الجمهورية اليمنية وخلق جيش من الانفصاميين الذين سيرهقون أي ميزانية لعلاجهم .

(6)
استمات المناطقيون ووظفوا خطابهم باتجاه صناعة الشرعيات فتنقلوا مثقلين باحلامهم الخائبة في الحكم والسلطة ما بين شرعية علي البيض إلى شرعية الإنتقالي الذي يمثل امتدادا طبيعيا لشرعية علي البيض وبالتالي امتدادا لشرعية شرذمة الطغمة اليانايرية ، وفي خضم تدحرجهم في سرادب قذارات أفكارهم اضروا شرعية الجنوب وقضيته ولطخوها بالكثير من مخرّجاتهم الكريهة واوصلوا الجنوب إلى حالته السيئة اليوم .

(7)
تاه الخطاب التنظيري لجماعة صناعة الشرعيات الجنوبية وبدلا من أن يتوجه الخطاب لرفع وعي الحالمين بعودة عقارب الساعة إلى مابعد العاشرة وعشرين دقيقة صباحا من يوم 13يناير 86م ونصيحتهم بضرورة الالتقاء مع شركاء الوطن وتغليب الجنوب وقضيته ذهب هذا الخطاب الفاشل إلى حشر المؤيدين خلف أحلام إحياء الشرعيات الفانية على طريقة جمع القطيع وكانت النتيجة حال الجنوب اليوم .

(8)
كابر المرضى بداء الحكم والسلطة من عرُابي صناعة الشرعيات الجنوبية وحاملي فايرس الفكر الضحل واوصلوا الجنوب إلى ماهو عليه اليوم من حال يصعب على كل وطني شريف ، الحال الذي لا طال فيه الجنوب دولته القديمة ولا بقي في دولته الجديدة وخضعوا في الأخير لحالة الأنتظار غير المشرّفة التي تنهيها وتحدد مصيرها مفاوضات غيرهم من الأطراف الفاعلة حقا ولتحدد مصيرهم كشخوص فقط في زريبة الحكم القادمة لليمن القادم !!!

(9)
خلاصة نضال دعاة الشرعيات وخطابهم المتضارب هي أنهم عادوا بمطبليهم والتائهين خلفهم إلى مرحلة من مراحل حكم الرئيس الراحل علي صالح رحمه الله كثرت فيها التسريبات حينها حول استبدال ممثلي الجنوب حينها في سلطته بغيرهم وحينها شهدنا صراع محموم بين المديريات التي يتشكل منها الانتقالي اليوم للفوز بثقة صالح ، اليوم تؤكد كل الشواهد والمعطيات أن  انجازات مكون الانتقالي لن تتجاوز تسريبات نظام صالح تلك!!
    
              عبدالكريم سالم السعدي 
                  31 يناير 2023م

مقالات الكاتب