الرئيس العليمي و حصان طروادة الحقيقة الذي يراد الرويشان تغيبها

منذ الوهلة الاولى يدرك الجميع أن مجلس القيادة الرئاسي شكل على أسس محاصصات سياسية بين الفرقاء اليمنيين المتحالفين مع التحالف واختيار الثمانية ناجم عن خلفيتهم السياسية باعتبارهم يمثلون الأحزاب والقوى السياسية ويمتلك بعضهم تشكيلات عسكرية تأتمر بأمرهم  لا بأمر رئيس مجلس القيادة .

طروادة كانت مدينة لها ملك ولها جيش ولها  سور حصين و منيع  ولها مقاتلين يقدمون أرواحهم.لحماية ابن الملك ولم يساوم احد.عليه وهو الحصن الذي عجزت أمامه الجيوش اليونانية بينما العليمي لا يمتلك جيش ولا مدينة ولا مملكة محصنة ليكون لها حصان خشبي وله شعب متذبذب الولاءات ولا ينطبق عليه وصف الحصان الذي حمل في داخله جنود.حملو هدف واحد وهو فتح أبواب الأسوار الحصينة دون ابهين بانكشافهم وقتلهم حرقا داخل الحصان الخشبي لو كشف أمرهم فالحصان حمل بداخله مشروع نصر وهم  الفرسان الذي لاهم  لهم إلا النصر حتى لا يقال فشل اليونانيين باقتحام أسوار مدينة فعادو يجرون خلفهم هزيمة مذلة لهم ولشعبهم وهو ما لم تدركه وأنت تصف العليمي بالحصان الخشبي فإذا سلمنا بأنه الحصان فهذا لا ينتقص منه بقدر ما ينتقص من الفرسان الذي حملهم بداخله  

وحده رئيس المجلس الذي لا يمتلك تشكيلات عسكرية ولا يقف خلفه حزب سياسي يسانده فكل ما يمكنه فعله هو البحث عن صيغة توافق تمكنه من الحفاظ على شرعية تسلمها وهي لا تملك أي مكمن من مكامن القوة حتى نحمل العليمي على ضوئها فشل انتهاج سياسية قوية وفاعلة ماجعله يضيع الدولة  .

وهي حقيقة لا يمكن تظليلها إلا إذا كانت الدوافع تقف خلفها خصومة سياسية أو شخصية فهنا يمكن البوح بها دون محاولة أطفأ عليها طابع وطني فالوطن ووحدته لا يحفظ بانتهاج التهكم والبحث عن ما نعلق عليه فشل سياسي متراكم منذ عام تسعين حتى اليوم.

وما تشهده عدن اليوم من تباينات سياسية هو نتاج لحقبة كاملة ندركها جميعا وندرك أبعادها ومسبباتها ابتداء من حرب صيف عام 94 لتتطور نتيجة غياب معالجة حقيقة من قبل النظام السياسي بعد انتهاء الحرب لتشتعل مع ظهور حركة سبعة سبعة التي خرجت تطالب برفع الظلم واعادة من تم إبعادهم من وظائفهم العسكرية وهي الحركة التي شكلت من خلالها الحراك الجنوبي.

مايحدث اليوم ليس وليد اللحظة ولم يكن العليمي أحد أسبابه فالرجل لم يتسلم دولة وانما اطلال دولة أو بالأصح دولة بدون مؤسسات وليس لها حضور فعلي ومن ساهم بتدميرها هو انقلاب الحوثي وما سبقة من تدمير ممنهج لشبه الدولة التي حكمها نظام صالح من خلال الفوضى التي عرفت بثورة الشباب .

مازالت الأحداث حديثة ولم يمر عليها سنوات طويلة حتى يصعب على الذاكرة إدراك مسبباتها ومن الذي أسقط الدولة واحالها إلى ركام .

فالعليمي وجد نفسه يتولى إدارة دولة لا وجود لها إلا في الأوراق الرسمية بينما هي مختفية تماما على أرض الواقع فكيف نحمله إرث كبير من الفشل وعمره الزمني على رأس السلطة لا يتعدى العام فهل يخاطب خالد الرويشان عقله أما يخاطب الشارع فإذا كان يخاطب عقله فما ندركه أنه يمتلك عقل كبير وعميق يدرك الحقائق وعايشها وإذا كان يخاطب الشارع فالشارع لم يعد غبي حتى يمكن تضليله .

وهنا اسال الاستاذ خالد الرويشان لعله يجيب بما يقنع الشارع ما هي الأوراق السياسية التي يمتلكها حصان طروادة  مقابل ما يمتلكه نوابه حتى يمكنه من فرض معادلة قوية وفاعلة تدفع الجميع للخضوع لتوجيهاته غير مساندة التحالف له والتحالف  لا يعمل وفق ما يتطلع له العليمي.
وإنما وفق مشروعه  فالرجل ليس أمامه خيارات متعددة حتى النواب لا يعملون وفق أجندة واحدة وإنما وفق أجندة الخلفيات التي اتو منها .

في الختام انا لا ادافع عن العليمي فليس لدي منه منفعة وليس مقربا منه ولا ابحث عن القرب منه وإنما فقط لنضع  الحقيقة للناس باعتبارها حقائق تحاكي واقع مرير لبلدا لا يمتلك نخبة اي ثوابت وطنية ولا مشروع سياسي تقف خلفه الأحزاب فهي للاسف أحزاب تخدم مصالحها لا مصالح شعبها ولا يعنيها تمزيقه بقدر ما يعنيها تسويق نفسها للاعب الدولي والإقليمي كخادم.مطيع وما رشاد العليمي الأفراد يتحمل وزر الأقدار التي وضع نفسه في متاهة ،الجميع مشارك فيها بما فيهم نحن  وان كنا صغار لا نمتلك القدرة على قلب المعادلة .

ولكننا نمتلك القدرة على نقل الحقيقة دون أن نزايد باسم الوطن والوطنية

مقالات الكاتب