كلمات صادقه من اعماق القلب

لقد تابعت سرد البيان الختامي للدورة السادسة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي وسط تصفيق حار. وقد ورد فيه مثلا: استكمال السيطرة على حضرموت واخراج كل القوات اليمنية منها.

ان قيادة المنطقة العسكرية الاولى وهي في وادي حضرموت، والمقصود بتسميتها (القوات اليمنية) هل لان قائدها العسكري النموذجي اللواء الركن صالح طيمس، والمنطقة هي جزء من الجيش اليمني الرسمي، من جنوب وشمال وشرق وغرب اليمن، وهذا القائد ينتمي الى محافظة ابين وجغرافيا الى الجنوب، فهل اصبح عميلا للاحتلال اليمني الاجنبي؟ وهل تم تجريدة من الوطنية ومن الوفاء للقسم العسكري واصبح دمه مباحا؟

لقد اعلن اللواء احمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية في خطابه عند انتهاء الدوره بأن اسم الدولة المنشودة هو (دولة حضرموت) رغم ان المثل الشعبي المعروف [ما ولد سميناه] ولكن الاخ بن بريك اعتمد على مقوله غريبه هي (ما بغيناه بانسميه حتى قبلما يولد)، هذا وعاد الدولة المنشودة ما قامت، وهل هذه هي الديمقراطية والتعدديه وحكم ابناء كل محافظة واقليم لأنفسهم كما تدعون؟ وكيف سيتم التعامل مع شعب الجنوب لاحقا ايها الاخوه الاعزاء؟

ان اعلان هذا الاسم دون علم أو موافقة اهل حضرموت في الداخل والمهجر يشير مع الاسف وكأن حضرموت التاريخ والحضارة التي عمت اليمن والوطن العربي وافريقيا واسيا قد اصبحت بهذه التسمية مجرد (رقم ادخال جمركي مؤقت)، كالذي يوضع على اي سيارة أو شاحنه.

يا لوماه عليكم ويا عيباه من انفسكم على انفسكم، ولا حتى ادنى تشاور مسبق مع قيادات حضرموت الحكومية الادارية والبرلمانية والسياسية والجاليات الكبرى في الخارج والقيادات القبيلة والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والمؤرخين والعلماء، بل وبدون علم اي احد من شعب الجنوب، علما بأنه لا يحق لأي اب ان يغير اسم ابنه قبل ان يبلغ سن الرشد الا بحكم قضائي من المحكمة، فما بالنا بحضرموت واسمها الوارد في القران الكريم والحديث الشريف والتاريخ القديم والوسيط والحديث وبكل اللغات.

كل هذا حصل في حضرموت وعلى حضرموت وعاد الخطة في بدايتها لاستكمال السيطرة عليها فماذا سيحدث اثناء استكمال السيطرة وما بعدها؟ حيث ان موضوع استكمال السيطرة والعبارات الوارده فيه تتنافى كليا مع اتفاق الرياض الذي وقعه الانتقالي مع الحكومة الشرعية برعاية سعودية ، ومع مخرجات التشاور والمصالحة لاول مرة: يمنية يمنية في الرياض: وخطة وبرنامج "هيئة التشاور والمصالحة ورئيسها عضوا قياديا في الانتقالي " وكل ماتضمنته مخرجات اللقاء التشاوري وما سمي : ميثاق الشرف.

قبل الختام (هذه ملاحظات شخصيه من قلب نقي وصادق، كما هي عادتي من بعد الاستقلال حتى اليوم، ويعرف ذلك حتى من يدعون انهم خصومي وانا لا اعتبرهم خصوما، لأنني ظليت ارفض القتل والخطف والتشريد والظلم والقهر بكل اشكاله، كما يعرف ذلك كل من عاشوا معي وعشت معهم من الاصدقاء والرفاق في الداخل والمهجر ).

في الختام: لقد ظليت ولازلت من اوائل المرحبين والمؤيدين والمتحمسين لاشهار المجلس الانتقالي الجنوبي على امل انهم سيمضون بمسيرة صحيحة لنصرة القضية الجنوبية العادلة تقديسا لدماء شهدائها الاماجد وجرحاها الميامين.

ان الخلاف في الرأي والمواقف لا يفسد الموده والاخوه، وانا متأكد ان من تخصهم ملاحظاتي اعلاه - يعد ذلك وغيره - غريبا بالنسبه لهم ولم ولن يصل اليهم، وربما لا يقرأونه الا نادرا .. ولهم وللجميع خالص التحية والسلام.
والله من وراء القصد.