خالد بحاح سفير بحجم وطن
عبر بعض السجناء اليمنيين الذين يقبعون في السجون المصرية عن فرحتهم واعتزازهم بزيارة السفير خالد بحاح...
لا أظن أنني أو أحد غيري تعامل مع أي من قيادات الإصلاح ، إلا ووجد فيهم النبل والأخلاق والقيم الوطنية ، تجدهم على المستوى الشخصي يحدثونك عن الوطن وما أصابه بمرارة وحزن وروح ثورية وحينما تفكر معهم بصوت مرتفع بحثا عن كيان يضمكم لعمل شيء في صالح الوطن ، يبادرونك بالقول ، نحن نتبع حزب ، وإذا تحرك عضو في مجلس النواب للتصدي للفساد وطلب من أحد أعضاء الإصلاح التوقيع على عريضة ، بادره زميله في المجلس والأكثر منه شكاية من الفساد ، بالقول ، أنا أتبع حزب .
والسؤال الذي يطرح نفسه ، وخاصة على الأصدقاء من حزب الإصلاح الذين يشاركوننا الهم على المستوى الفردي ويفترقون معنا على مستوى التبعية المفرطة لقيادات الحزب ، ماقيمة انتماؤنا للأحزاب ، إذا لم يكن لنا دور في المساهمة بصياغة قرارات الحزب والمشاركة فيها ؟ وما قيمة انتماؤنا للأحزاب ، إذا كان ذلك سيجعلنا نقف مكتوفي الأيدي وغير قادرين على مواجهة ما يتعرض له الوطن ، بل وحتى ما يتعرض له الحزب ؟
فما جدوي الحزبية ، إذا كانت على حساب القيم السياسية التي قام عليها المجتع السياسي ؟ وما قيمة الحزبية ، إذا لم نتشبث بالدولة اليمنية ، خاصة في مثل هذه الظروف التي تعلو فيها الأصوات المنادية بتصفية الوحدة ومن ورائها الدولة ؟ لماذا الاستمرار في هذا السلوك السلبي الذي يريح الانقلابيين ويدعم تطرفهم ؟ يفترض بقيادة الإصلاح أن تكون قادرة على الإجابة عن مثل هذه الأسئلة ، لا معنى للحزبية في حال كان الهدف منها الهروب من الاستحقاقات الوطنية ، بكلام واضح ، إن الهروب إلى الصمت ليس حلا ، ولا يمكن أن يشكل مخرجا لا للإصلاح ، ولا للمشروع الوطني اليمني الجامع .
نحن أمام فشل متواصل لاستعادة الدولة بالطريقة التي يتبعها التحالف العربي ، وهذا يحتم علينا جميعا الاتفاق على برنامج تحرر وطني مشترك ، لكن نأي حزب الإصلاح عن المشاركة في هذا البرنامج ومنعه لأفراده المشاركة فيه ، قدم المبررات لجميع الأطراف المتحالفة مع الانقلابيين بأن تقدم دعمها للانقلاب على حساب استعادة الدولة .
ولا أظن أن أحدا داخل حزب الإصلاح يجهل أن السعودية والإمارات تنظر للحزب على أنه يمثل حركة الإخوان المسلمين في اليمن ، وأن حركة الإخوان ، تقع في بؤرة الاستهداف الإماراتي السعودي ، وأن الظروف الاستثنائية التي يعيشها حزب الإصلاح حاليا في مأرب لا تجعله خارج نطاق الاستهداف ، مطلوب منه أن يفعل المرجعيات التي تعبر عن الإرادة الشعبية اليمنية وأن يلتف مع القوى الداعية لاستعادة هذه الإرادة ، لا مناطحتها .
ولا أظن أننا نتجاوز الحقيقة ، إذا قلنا ، بأن حزب الإصلاح وتحديدا في مأرب ، قد امتلك حتى هذه اللحظة برنامج مقاومة ، لكن ليس لديه حتى الآن برنامج سياسي واضح ومحدد يراعي الظروف الموضوعية الداخلية والخارجية للأزمة اليمنية ، هذه الظروف تحتم على الحزب أن يعيد حساباته ، ويعمل على ترتيب أولوياته ويمرحل أهدافه ، إن تعامله مع الواقع بدبلوماسية الممكن والمتاح لن تقوده إلا إلى مزيد من الإقصاء ، ولكي يخرج الحزب من هذا المأزق وتحويل الأزمة إلى فرصة ، لابد من العودة إلى خيار الدولة ، لأن العودة إلى خيار الدولة هو الأمر الوحيد الذي سيعيد خلط الأوراق وإعادة حسابات جميع الأطراف، سواء المنقلبة ، أو تلك التي جاءت لإنهاء الانقلاب .