مهما غدرت الإمارات بالشرعية فإن اليمن ليست للمقاولة أو البيع أو المساومة

منذ أن وطأت الإمارات أرض اليمن الطاهرة وهي تلوثها بسلوكها المتعارض مع القرارات الدولية وأهداف التحالف ، وعليها أن تعرف ، بأن اليمن ليست للمقاولة أو البيع أو المساومة ، بل هي وطن لشعب وجد على هذه الأرض مع بداية البشرية ، فما تفعله الإمارات يعد تنكرا لالتزامات التحالف ويكشف عن زيف ادعاءاتها بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني ، وما يثير سخرية اليمنيين ، أن الإمارات لا تزال تتحدث عن مساعدتها لليمن ، فماذا تبقى لديها لتقدمه لليمن أكثر من بناء المليشيات الانفصالية وسيطرتها على جزيرتي سقطرى وميون وتعيين خونة على رأس الحكومة ، ليبيعوا لها ما تبقى من سيادة ثروات البلد ؟

كانت الإمارات قد أعلنت انسحابها من اليمن في عام ٢٠٢٩، بعد أن اعتقدت ان مرتزقتها من الانتقاليين يستطيعون الصمود في وجه المشروع الوطني اليمني ، لكنها تأكدت بأن مرتزقتها أضعف من ذلك ، فقررت البقاء لبناء مزيد من الحاميات والمليشيات الداعمة لتمزيق اليمن وإعاقة المعركة مع المشروع الإمامي الحوثي ، الذي وقعت معه اتفاقية سرية رعتها إيران للتعاون المشترك في إسقاط اليمن والسعودية .

ونحن اليوم على بعد تسع سنوات من الحرب التي شنها التحالف تحت ذريعة دعم الشرعية وتحت مزاعم الطلب من هادي ، لكن في الحقيقة أن هادي لم يطلب من الأمم المتحدة إلا طلبا واحدا وهو إنهاء دور الإمارات في اليمن ، ومع ذلك لم تستجب الأمم المتحدة ولا الإمارات لهذا الطلب ، وماهو لافت اليوم بعد هذه السنين من التدخل في اليمن لإنهاء إنقلاب الحوثي ، نجد التنازلات المجانية للحوثيين ووضع الشرعية اليمنية على طريق المساومة والتنازلات ، في الوقت الذي تسارع الإمارات إلى تصفية الوحدة اليمنية وضرب وحدة المجتمع السياسية والاقتصادية .

والملفت للنظر صمت الأحزاب والقوى السياسية اليمنية وعدم اتخاذها موقفا واضحا وصريحا للتصفية التي تتعرض له اليمن على يد الإمارات واحتلالها بالقوة لأجزاء من الأراضي اليمنية وما يشكله ذلك السلوك من مخاطر على السيادة الوطنية وعلى مستقبل الشعب اليمني الذي تغرس فيه الإمارات بذور الاحتراب الأبدي ، وهي اليوم تسعى بكل جهد للسيطرة على السيادة اليمنية ، سواء على الأرض ، أو في السيطرة على الطيف الترددي الذي يشكل أمنا قوميا ، ومع ذلك نقول للإمارات إن الاستحواذ على حقوق اليمنيين بطريقة اللصوصية ، سيؤول إلى فشل وزوال ولن تستطيع أن تسقط حقا أو تنشئ التزاما ، وسيعيد الشعب اليمني الصفعة صفعات .

٩ سبتمبر ٢٠٢٣

مقالات الكاتب