اعلام الانتقالي يقر بمنجزات بن دغر وفشل معين

لم يأتي الشعور بماضي بن دغر كرئيس حكومة حقق نجاح من فراغ أو من باب المناكفات السياسية وإنما هناك واقع ملموس يضع بصماته يلامسها الكثير ولم يدركها إلا بعد رحيله فالرجل بغض النظر عن ميوله أو توجهاته أو ماهي منطقته تعامل مع منصبه كرئيس للوزراء من باب المسؤولية دون ابه لخفايا الأحداث وأين تكون مصلحته الضيقة فهو يتعامل مع موقعه باعتباره رجل دولة لا موظف .

ولكونه رجل يفهم ويستوعب أبعادها السياسية على مكانته وموقعه ومستقبله التاريخي في عيون الأجيال ،ولهذا كان جل اهتمامه وضع نفسه بموضع الكبار ممن ينظرون نحو الأفق البعيد رافضا الانبطاح للقوى الإقليمية والدولية  مقابل الحفاظ على منصب يكلفه خسارة نفسه أمام شعبه وهذا ليس بغريب عليه وهو الرجل الذي خاض غمار السياسية منذ نعومة أظفاره نعم خسر منصبه وأزيح وحل محله طفل رضيع لا يفهم ألف باء السياسة .

ليحيل معين  منصب رئيس الوزراء  إلى أشبه ما يمكن وصفه بسكرتير يتلقى مهام فينفذه ومن منصب قيادي إلى موظف يقاد.ولا يقود متخيل أن دوره المنحدر نحو الانبطاح ستجعل منه خادم مطيع لا يمكن الاستغناء عنه طالما واضعا منصبه ومكانته كخادم لا كرجل دولة يقرأ مابين السطور ويتعامل معها وفق موقعه ومكانته باعتباره يمثل بلده لا نفسه متجاهلا أنه بذلك وضع ماضي أسرته النضالي في الحضيض ما يجعل منه لعنة توازي لعنة الفراعنة وأنه ختم مستقبله وإلى الأبد بتلك اللعنة.

لو كنت مكان معين لوضعت العديد من الأسئلة حول حقيقة الشخصية الذي فبل أن يجسدها وهل هناك من هو مستعد الآن للدفاع عنه بما فيهم من جلبهم من أرصفة الشوارع ليضعهم في قمة هرم سلطته لن يجد لأنهم يدركون أن معين رجل مفرغ وليس له رصيد مشرف يدفعهم للدفاع عنه وليس هناك ما هو ملموس حتى يمكن تذكير الناس بانجازاته كما هو حال بن دغر الذي يدافع عنه اليوم في الصحف وعلى شاشات القنوات الفضائية فالرجل رغم أن.بقائه على رأس الحكومة لم يدم لعامين إلا أن العامين كانت كبيرة على رجل بحجم معين ليتجاوز بستة  سنوات  فشل معين عبدالملك ومعاونيه أن يحققون صفر بالمائه مما حقق بن دغر .

فشل معين والمحيطين به من تحقيق أي نجاح هو سر بقاء بن دغر في ذاكرة الشارع لا بل وفي ذاكرة خصومه الذي أدركو أن خصمهم السابق أكثر نظافة باعتباره خصم يحترم  لكونه يحمل عقلية رجل دولة ويحمل مسؤولية شعب ويعمل على مصالح الشعب قبل مصلحته الشخصية وهذا يكفي بن دغر شرف بغض النظر عن خسارته منصبه إلا انه لم يخسر ماضيه ولا حاضره وهنا يمكن فهم ماقاله الرئيس صالح لا يمكن للعميل أن يكون زعيم لكون الزعامة شرف واعتزاز لا انبطاح وتبعية

والمصيبة أنه فشل معين بالحفاظ على ماحققه رئيس الوزراء الذي جاء بعده ليهوي معين بالبلاد نحو الهاوية خمس سنوات لم تجلب لمعين غير لعنة الفراعنة لعنة يصعب حذفها أو تناسبها مع الزمن ما جعله يخلد في الذاكرة بمعين مخبازة وهي تسمية وإن كانت جائرة انها اتت لتضع عنوان لحقيقة كومبارس وضعه المخرج بموضع لا يمكن له تأدية دور نجم سينمائي بنجاح ليغادر المشهد محروق ما يجعله يظل رهينة فشل تأدية الدور ليغادر العمل إلى الإبداع وهو يلعن حظه

مقالات الكاتب