الذكرى ال52 للعيد الوطني لقيام دولة للامارات العربية المتحدة

صادف يوم أمس الذكرى ال52 للعيد الوطني لقيام دولة للامارات العربية المتحدة بقيادة حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، وقد تعرفت اليه في مؤتمر القمة الاسلامي في لاهور باكستان عام 1974 ومازلت أذكر أنه قال لي حينها: « لقد منحنا الله الخير والثروة، فهى لنا ولكم
وللأمة العربية والإسلامية». ورغم أنه كان يعلم بأن عدن لها علاقات مع المعسكر الاشتراكي الا انه قال أن هذا خياركم وقراركم اذا كان فيه مصلحة لبلدكم وشعبكم.
كما تعرفت قبل ذلك على الشيخ خليفة ولي عهده رحمه الله في يونيو عام 1970 عندما شاركنا في عيد جلاء القوات البريطانية والاميركية والايطالية من ليبيا، وشارك في الحفل معظم الرؤساء والملوك العرب وفي مقدمتهم الرئيس جمال عبد الناصر فكان لقائي الأول معه، دار الحديث بيننا عن ثورتي اليمن في سبتمبر وأكتوبر، وعن ثورة الجزائر وغيرها من الثورات العربية والافريقية وفي مقدمتها الثورة الفلسطينية، كما جرى الحديث عن الوضع في منطقة الخليج العربي. وحدثني يومها الرئيس جمال عبد الناصر ان الشيخ زايد رحمه الله، كان سباقاً لدعم مصر وقد جاء بعد حرب حزيران 1967 الى مصر بطائرة خاصة ونزل في فندق الهيلتون على ضفاف النيل ومعه 5 مليون دولار آنذاك كدعم لمصر عبد الناصر بعد نكسة حزيران، وقال "إن الشيخ زايد رجل قومي ووحدوي وان هذا الموقف اتخذه قبل قيام دولة الامارات في 2 ديسمبر 1971 ونحن لا ننسى له مثل هذا الموقف.
شاءت الظروف ان التقي مع الشيخ زايد رحمه الله في مؤتمر القمة الاسلامي في باكستان كما أشرت لنبدأ صفحة جديدة في العلاقات بين اليمن الديمقراطية والامارات ودول الخليج كلها، بفضل حكمته ورؤيته الاستراتيجية للعلاقة مع اليمن ودول المنطقة ، رغم ان اليمن الديمقراطية كانت لا توجد لها علاقة مع دول الخليج الا مع الكويت لأسباب لا أريد الحديث عنها الان.
واستطاع زايد ان يكسر هذا الحاجز لتقيم اليمن علاقات مع كافة دول المنطقة.
وبعد هذا اللقاء معه في باكستان زرته في أبو ظبي كرئيس للوزراء كما زار عدن في عام 1976.
كانت الزيارة الأولى لمسؤول خليجي وهذا دليل على حبه لليمن شمالاً وجنوباً فهو أعاد بناء سد مأرب التاريخي وقدم كافة أشكال الدعم السياسي والاقتصادي والتعليمي وأهدى لعدن حياً سكنياً كاملاً شاهداً على كرمه وحبه للشعب في عدن.
إضافة لدعمه بناء محطتي كهرباء في خورمكسر والمنصورة وغيرها من المشاريع من عدن و المحافظات.

كان الشيخ زايد قائداً وطنياً وقومياً عربياً وعرف بمواقفه الداعمة لقضايا الامة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ولازلنا الى اليوم نتذكر الموقف الوطني والقومي الذي اتخذه هو وجلالة الملك فيصل رحمها الله في حرب 1973، وقال الشيخ زايد يومها: "إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي"

في الختام  وبهذه المناسبة يسرني أن أهنئ الشعب الاماراتي الشقيق ورئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد ونتمنى لهم التوفيق والنجاح لمواصلة السير على نفس نهج حكيم العرب ومؤسس دولة الإمارات العربية الشيخ زايد رحمه الله.

مقالات الكاتب

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...