أين مكانة المعلم؟ أين مكانة منظومة العملية التربوية والتعليمية؟

في البداية أحب أن أعتذر عن تأخر تعليقي على موضوع الاعتداء الذي تعرض له أحد الزملاء وذلك لظرف خاص، وأيضا أعتذر للمعلم والتربوي العزيز لانشغالنا عنك بالأوضاع الصعبه التي نعيشها، والتي كانت من ضمن العوائق المانعة لجميع المعلمين والتربوين من أن يتخذوا موقفاً مشرفاً معك ومساندتك أمام ما تعرضت له من اعتداء وإهانة، وهو إهانة ليست لك وحدك، وإنما إهانة لجميع المعلمين والتربوين، وإهانة لمنظومة العملية التربوية والتعليمية، إضافة إلى ثقتنا في تدخل الجهات ذات الاختصاص كي تتخذ الإجراءات الرادعة؛ حتى لا تتكرر مثل هذه الأفعال غير الأخلاقية والشواهد على ذلك كثيرة، وحدوثها بشكل كبير في معظم المدارس،
علماً أنه ليس هناك أحد فوق ألقانون ولاطالب فوق الإجراءات التأديبية العقابية الزاجرة.

إن ما آلمني وآلم جميع المعلمين والتربويين، وكان بمثابة صدمة للجميع معالجة هذه القضية وهذا الانتهاك لكرامة المعلم والتعليم بعد مااستبشرنا خيرا عندما تم تشكيل لجنة لبحث ملابسات الاعتداء واتخاذ إجراءات صارمة ضد من قاموا بهذا الفعل الغير أخلاقي، وفوجئنا أن االاعتذار هو ماتوصلت إليه اللجنة المكلفة، والعفو عند المقدره، وهذه الحلول هي الأسباب الرئيسية التي جعلت مشكلة الاعتداءات تتحول إلى ظاهرة  متشعبة  متكررة باستمرار؛ وذلك لعدم اتخاذ اجراءات تأديبة رادعة ضد المعتدين؛ حتى تكون عبرة للآخرين، وعدم تكرارها مستقبلاً،  لأنه قد تكرر كثيراً ودفع أحد أوليا أمور الطلاب للقيام بطعن مدير مدرسة بمكتبه، وتم الاعتذار للمدير والأسف وانتهى الموضوع، والاعتذار أسهل الطرق لايكلف صاحبه شيئاً، ويصبح هذا الاعتذار ثمناً بخساً لكرامة إنسان ذنبه فقط أنه معلم  موجه مرشد لهؤلاء الطلاب.

كان لدي تصور أن احترام المعلم  هو بمثابة شكر وتقدير لما يقوم به طوال حياته في خدمة  المجتمع  للارتقاء به، وليس التكريم هو النيل من هيبة وقيمة وكرامة المعلم ودوسها في الارض، متناسين أن المعلم هو المحور الرئيسي والأساسي للعملية التربوية والتعليمية، فهو صانع المستقبل ومربي الأجيال وفيه تفخر الأمم.