الزبيري.. فكرة العبور الآمن نحو الخلاص.


إن من الأسباب التي سهلت مرور المشاريع الطارئة ومكنت الوافدين من احتلال اليمن وإزاحة أصحاب الحق تكمن في غياب الانتماء الوطني والاعتزاز بالوطن ورموزه، ولا أدل على ذلك من تجربة الشهيد الزبيري ومشروعه الوطني الذي قدمه بعد أن شخص مرض اليمن ووضع الدواء والعلاج وحذر من السقوط مرة أخرى في وحل الاستبداد وكانت كتبه وأطروحاته وتوضيحاته كفيلة بيمن حر ودولة عصرية حديثة.

تمر ذكرى رحيل أبي الأحرار بشكل باهت في ظل العزوف الكبير عن الرموز الوطنية والبحث عن رموز عابرة للحدود، مع أن تجربة الزبيري كانت غنية وكافية لأن تحصن اليمن من الاختراق الفكري والوقوع في قبضة الفكر السلالي؛ فالزبيري لم يكن ثائرا وحسب ولا شاعرا وكفى إنما كان مشروعا مكتملا وفكرة رائدة في مختلف المجالات سياسة وفكرية وإدارية ومدنية حضارية.

احتل الزبيري مكانة بارزة في تاريخ اليمن المعاصر، وتأتي هذه المكانة من دوره النضالي والسياسي، إذ كان في طليعة المناضلين والثوار، وفي مقدمة المعارضين للحكم الاستبدادي. فضلا عن تربعه على مكانة سامقة في العلم والفكر والثقافة على وجه العموم.

أما على الصعيد الأدبي، فالزبيري يعد من أبرز المساهمين في حركة الإحياء الثقافي والشعري في اليمن. كل هذه المزايا أهلته أن يكون محل اهتمام الأدباء والدارسين والساسة والمثقفين الذين اتجهوا إلى دراسة شخصيته الفذة من ناحية، ونقد فكره وإنتاجه الأدبي من ناحية أخرى، وقد كتب عدد من النقاد عن "تجربته الإبداعية والوطنية وتناولوا هذه التجربة من عدة جوانب، ولم يكتب في العصر الحديث داخل اليمن عن شاعر أو مناضل أكثر مما كتب عن الزبيري من الدراسات والبحوث والمقالات.

مقالات الكاتب

أكتب لما بعد 100عام.

 الكتابة عن الوضع الراهن باتت مملة لدى الكاتب والقارئ معا، وكم مرات يلسعني الإحباط، حينما أجد أ...