21 سبتمبر .... والإنقلاب المشؤوم
لم تكن يوم 21 سبتمبر 2014م .. يوما عاديا بالنسبة لليمنيين.. لكنه .. يوم فقد الشعب اليمني دولة بجميع...
بالعلم تبني الأمم حضارتها ... وبالعلم... استطاع الإنسان .. اكتشاف الفضاء السحيق .. وبالعلم تحول العالم إلى قرية صغيرة .... وكلما ذكر العلم والتعليم كان هناك الخيط الرابط بينهما وهو المعلم . حيث تعمل جميع دول العالم على الإهتمام بالمعلم ماديا .. وجسديا .. ونفسيا .ليعيش المعلم في رفاهية مطلقة ..وما الاهتمام بالمعلم في دول الجوار الا دليل على الاحترام والتقدير الذي يناله المعلمون هناك حيث سنت المملكة العربية السعودية مؤخرا قانون يجرم من يعتدي على المعلم لفظيا أو جسديا وغرامة مالية مليون ريال سعودي بالإضافة إلى سجن حسب نوع الاعتداء . لانهم يقدسون العلم والتعليم .
لقد قيل عن المعلمون انهم " أولئك الأبطال الصامتون الذين يقفون وراء نجاحنا " كما قيل عنهم
" أنهم يزرعون بذور المعرفة التي تستمر في النمو طوال الحياة " .
في اليمن يعاني المعلم من التهميش المستمر من قبل الحكومة والمجتمع كحد سواء .
حيث يعيش المعلم أسوء الظروف من بين كل الموظفين الحكوميين حيث يبقى المعلم اليمني في الميدان منذ توظيفه إلى سن التقاعد او الموت لم يحصل على ترقية واحدة في السلم الوظيفي مقارنة بالمؤسسات الحكومية الأخرى المدنية والعسكرية .
هذا التهميش ليس وليد اللحظة لكنه يمتد لأكثر من أربعة عقود حيث من يسيطر على الحكم في اليمن من التيارات السياسية او القبلية تعادي العلم والتعليم .
فكان الاهتمام بالمؤسسات الايرادية والعسكرية فيما تم الاهمال المتعمد للمؤسسات التعليمية وتهميش المعلم ..
واليوم يعيش المعلم اليمني أسوء فترة في حياته وذالك بسبب الصراعات والحروب التي يعيشها الوطن . والذي كان لها تأثير كبير على المعلم الذي ترفض استهدافه حتى المنظمات والمؤسسات التي تعمل على الدعم لكثير من الفئات ما عد المعلمين .
في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي يتعرض المعلمون للاعتقال وعدم صرف رواتبهم وتهديدهم بالفصل والاضطهاد من قبل مليشيات لا تعرف من الحكم الا نهب الحقوق .
وفي المناطق المحررة يعيش المعلم تحت خط الفقر حيث لا يتجاوز راتبه شهريا ما بين 30$ إلى 55$ لمن له في الميدان أكثر من ثلاثة عقود . وذالك بسبب التهميش المستمر والمتعمد من الحكومة . حيث أصبح راتب المعلم لايكفيه لشراء أبسط مقومات الحياة في ظل الانهيار المخيف للريال اليمني امام العملات الأجنبية.
وبالرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها المعلم اليمني الا انه مناظل في الميدان يؤدي واجبه الوطني بتعليم أبنائنا. في حين لم تلتفت الحكومة الشرعية لحقوق المعلم .
حتى النقابات الخاصة بالمعلمين أصبحت مجرد مؤسسات وهمية تصدر بيانات فقط وفقا لأجندتها السياسية وليس من أجل انتزاع حقوق المعلمين الذي يعاني التهميش المتعمد من الجهات الرسمية .
لم يقتصر دور المعلم في اليمن بالتعليم فحسب لكنه كان له دور كبير في الدفاع عن الجمهورية عقب خيانة الجنرالات لها وتسليم الدولة لمليشيا الحوثي وسيطرتها على العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات اليمنية في سبتمبر 2014م .
كل تلك التضحيات الذي سقط فيها المعلم ما بين شهيد وجريح لم تشفع له عند من يمسكون زمام الأمور في الحكومة الشرعية والذي كان له امل كبير في العيش بحياة كريمة في وطن انهكته الحروب .. ومزقته .. الصراعات السياسية.