أذرع إيران والبديل المجهول وبلاهة الفرحة العربية!
عندما يتمكن العجز من المرء ويصبح غير قادر على الفعل ويبلغ الشعور بالضعف والوهن عنده مداه يجد نفسه مر...
لسنا مع استفزاز أبناء الجنوب ولن نكون ونعمل دائما على خلق أجواء وتوفير مناخات تساعد على خلق حلول لكل القضايا التي تتسبب في معاناة الناس في بلادنا بشكل عام ، ولكن يظهر اننا نُجر من دوامة لأخرى بفعل سلوكيات البعض التي تركز جل اهتمامه على ما يملا عليه من خارج الحدود ووضع مستقبل البلاد والعباد محط رهان لانتصار معارك البعض على أرضنا لاعلى انتصار اهداف معاركنا ..
عقد جلسات مجلس النواب في الجنوب أمر لا اراه يشكل معركة بحيث تتسابق الأطراف على تحديد من هو المنتصر منها ومن هو المهزوم خصوصا اننا لم نرى بعد ماهي القرارات التي ستفضي إليها هذه الجلسة وحتى ذلك الوقت يستمر الوطن مهزوما بكل أطرافه !!
اذا تحدثنا كجنوبيين عن المبدأ في عقد هذه الجلسات في الجنوب فحري بنا أن نعود إلى الأسباب والمبررات التي منحت هذا المجلس الشرعية في عقد جلساته على الأرض الجنوبية وفي اعتقادي أن اختلال النفسية والخطاب السياسي الجنوبي أول مبررات تلك الشرعية فنحن مازلنا امام خطاب لم يحسم أمره بعد هل يريد وطن مستقل ام أنه فقط يريد تحسين الشراكة مع الشرعية؟؟
والمبرر الاخر لهذه الشرعية هو وجود أعضاء في مجلس النواب ينتمون للجنوب وينتمون لمكون جنوبي يتحدث خطابه عن تفويض منح له من الشعب في الجنوب بتمثيله فما دام الممثل للجنوب شريكا في جلسات المجلس هذا فإن الجلسات تكتسب الشرعية سواء أدركنا ذلك ام تصعب علينا إدراكه ...
والمبرر الثالث لهذه الشرعية هو اننا كجنوبيين مازلنا نشكل جزء من كيان الجمهورية اليمنية التي وقعها الطرف الاشتراكي عن الجنوب بقيادة علي سالم البيض والطرف المؤتمري بقيادة علي عبدالله صالح ولم يطرأ بعد هذا الواقع واقعا اخر رسميا يلغي هذا الواقع فلا اننا اعلنا استقلالنا رغم أننا استمربنا فترة طويلة لايتواجد غيرنا على ارضنا قبل ان يُفرض على البعض منا وجود طارق عفاش وقواته..
المبرر الرابع هو اننا لم نسمع أو نلمس من أربعة أعضاء او اكثر في هذا المجلس ينتمون إلى الجنوب وإلى المكون الذي يدّعي تمثيل الجنوب أي فعل أو خطوة لا بالانسحاب ولا بالمقاطعة ولا بغيرها من وسائل الرفض وبالتالي فهذا أيضا يصب في خانة منح شرعية انعقاد الجلسة في الجنوب...
المبرر الخامس تضارب التصريحات خلال ساعات بين أطراف القوى الجنوبية ففي إطار مكون واحد فقط طالعت عدة تصريحات احدها لرئيس هذا المكون يؤكد أنه مع الشرعية وانه خلف الرئيس هادي وظهر جليا أن الرجل لا يريد أكثر من أن يكون شريكا لهذه الشرعية بينما نائبة وبعد ساعات يؤكد أنه يرفض انعقاد هذه الجلسة ويرفض الشرعية وانه يعتبر نفسه شريكا للتحالف مثله مثل الشرعية التي لايعترف بها ويؤكد أن هناك أمور لا يفهمها البعض بينه وبين التحالف....
واقرأ أيضا لأحد مؤيدي هذا المكون وأحد اعضاء هيئته الوطنية تصريح آخر لايؤيد ولايرفض ولكن يحذر فقط من تداعيات انعقاد هذه الجلسة في الجنوب ...
امام كل هذا العك السياسي الجنوبي نجد أنفسنا ملزمين أولا بالتعاطي الإيجابي مع الأحداث التي تتمخض عنها ظروف الساحة اليوم وتوظيف ذلك لخدمة قضيتنا بعيدا عن الشطط والتطرف ومحاولات التحريض السلبي ...
ثانيا علينا تحديد أولوياتنا في هذه المرحلة فظهورنا بهذا المظهر ينعكس سلبا على مدى استعدادنا لتحمل المسؤوليات في هذه البقعة الهامة من الجغرافيا وهذا ماتسعى إليه الكثير من القوى التي تريد اقناع العالم بأننا لسنا مؤهلين لإقامة دوله ...
ثالثا علينا التدرج في تبيان مواقفنا تجاه أي حدث وان نبدأ من الأدنى الى الاعلى فبدلا من المطالبة برفض انعقاد جلسة مجلس النواب يجب أولا توحيد مفردات الخطاب والانتقال بها تدريجيا في سلم ارتفاع حرارة تلك المفردات....
ثم علينا إقناع المنتمين لنا كجنوبيين والممثلين في هذا المجلس باتخاذ موقف واضح اما بالتعليق للحضور أو المقاطعة أو الانسحاب ويجب أن يكون أيضا ذلك بالتدريج من الأدنى إلى الأعلى...
رابعا حسم أمرنا اما تحرير واستقلال وهذا لن يكون الا ببيان رقم واحد يعلن قيام جمهورية وإغلاق حدودها خصوصا ان البعض يتحدث عن سيطرته على الأرض وعن دعم بعض الأطراف الإقليمية له أو القبول وبوضوح بالشراكة مع الشرعية والمطالبة بحق تقرير المصير لابناء الجنوب من بوابة الدولة الاتحادية ...
الخطاب المتناقض الذي يضع مشاعر الاتباع والمؤيدين في المقام الاول ويتجاهل الهدف الوطني وكذلك السباحة عكس التيار قد توصلنا الى قلوب البسطاء من العوام ونجرهم خلفنا سنوات قد تصدمهم بعدها بواقع لايرضيهم ولكنها حتما لن توصلنا الى شاطىء الجنوب ...
والوضوح في الهدف وآلية تحقيقه قد يتسبب لنا في خسران بعض المؤيدين أسيري العاطفة وقد يضعنا في مرمى سهام القوى الرافضة لتحقيق هدفنا ولكنه حتما سيوصلنا الى شاطىء الجنوب الذي تهفو اليه نفوس اولئك البسطاء ويمثل قارب نجاة لهم وليس الجنوب الذي ترسم ملامحه احلام البعض الخاصة والطموحات المستوطنة في أعماق دواخل هذا البعض ..