القرار الاممي ١٣٢٥ المرأة والسلام والأمن دعوة للمواجهة وتحمل المسؤوليات( ح٢)
تهدف الحملة النسوية للقرار الأممي ١٣٢٥ للمرأة والسلام والأمن إلى البحث في جزئياته المتعددة في إتجاهي...
مرت أربعين يوم على وفاتك ياأبي ... ونتحدث عنك ،
إلا أن الكلمات ...لن توفيك حقك .
وكل عبارات الحزن أن سردتها ، فأنها لن تخفف حزني .
ولا يعادل الدمع ...وأن صار دم
حجم وجعي بفقدانك .
ياأبي ...لماذا تركتنا الان ؟
فنحن لم نكبر بعد ، كي نواجه قسوة الحياة بدونك .
ولم نتعود بعد ...على غيابك الطويل هذا .
مضى رمضان ياأبي ...ولم نتسابق أن وأنت من اول يوم ، ككل رمضان على قراءة القرآن ..كي نختمه في أخره .
و جاء العيد ...ومضى بلا فرح
وبلا أمنيات ...ياأبي .
أبي حبيبي ...
قل لي :" بأنك ستعود ذات يوم ليس ببعيد ، وستكون معنا في كل رمضان ، وفي كل عيد
وانت العيد ، ياكل اعيادي " .
ياأبي ...ياأعظم الشرفاء
ماذا عسايّ أن أقول لك:" أنك كغيرك من الشرفاء ، بعد الموت تُذكرون ، وتتوالى عليكم التعازي ، فيتعرون واحد تلو الأخر ، ويظنوا بأنهم حين ترحل انت ، فأنهم يستريحون....
انهم يألمون ياأبي ، ويتألمون .
فغيابك أبكى الثرا والثريا ...
أما هم فمازالوا يتسألون ، ويتسولون من يبكي عليهم ، أو عليهم من سيترحمون .
أيا كلّ موطني ...
أحدثك ياأبي عن مدينة غطى وجناتها الوردية لون السواد ، و كسى الوباء جسدها ، ونخرت الأوساخ والقاذورات عظامها ، و تعطرت بريح المستنقات ، هي هذه المدينة عدن ياأبي ....
عدن المغتصبة ، المستباحة ، عدن المحبوبة التي قتلتك وسرقتك منا ، عدن التي لم يتبقى منها سوى ذكرياتك .
عدن التي شهدتها ولم تعرفها انت قبل عدة أعوام مضت ...
وعزمت على أن تعيد طرحتها البيضاء ، ولم تنتبه بأنها :
ملطخة بالدم و موسومة بالجرم والإرهاب و العنف ، وببراءتك وعشقك لها ، لم تلحظ أوشامها تلك ، فأهدتك أقبح النفوس لتجعل منهم سلطة عليها وعليك وعلينا .
هي تلك موطنك التي لم تراعيك كما كنت أنت تراعيها .
سامحني ...ياآية السماء
سامحني ...ياوجع الروح
سامحني ...ياطهر العذراء
فهذه المدينة ...
لم تكن تستحقك ،
ولم تعطيك حقك ،
ولم ترد لك دينك ،
فرحلت أنت ...وبقيت هي
فرحة بأبنائها العاقين .
فسلام عليك ...حيثما انت
وسلام لك ...أينما كنت
وسلام إليك ...إلى حين ستعود .
إبنتك عفراء الحريري