في حضن الخوف والحب

في خضم عائلة واحدة وفي قلب مجتمع واحد تتجلى أحياناً قصص تناقض غريبة قصة العم عبدوه علي الذماري واحدة من تلك القصص التي تثير الدهشة والحزن فقد عاش هذا الرجل حياة حافلة بالتناقضات ففي الوقت الذي ظلمه فيه أقرب الناس إليه في ذمار احتضنته مدينة الوضيع البعيدة عن مدينته رغم الخوف الذي حمله منه اهالي الوضيع التي أصبحت ملجأه الأخير والتي شهدت رحيله عن الدنيا
نستخلص من قصة العم عبدالله الصبيحي قصة العم عبدو علي الذماري ان التعميم القائل بأن أي شخص يأتي من بلد غريب ويسكن معك ليس بالضرورة أن يكون جاسوسا  وأن هناك احتمالية أكبر أنه قد يكون لاجئًا او يبحث عن حياة أفضل !! 
تخوف اهالي الوضيع من عدة شخصيات منه العم الصبيحي
وعبدو علي الذماري المكنى (عزقه) 
قصة العم عبدو علي الذماري وصل الى الوضيع قبل سنوات 
وكان يعمل مليس واخر ايامه مرض وكنت احضر له العشاء وبعض الاحيان الغذاء واهل الوضيع كان كل منزل يحضر له اكل ولكن العم عبده اشتد عليه المرض قام اهالي الوضيع بأسعافه الى المستشفى ولكن الموت كان اقرب  توفى رحمة الله عليه في الوضيع بحكم انا كنا جيرانه واكثر اشخاص نزوره ونحضر له الاكل دخلنا غرفته ووجدنا معه مذياع قديم وعدة التلييس وكان له  ملابس عسكرية  استغربت منه وعاد عندي الهاجس الأمني الوضيعي هههه وقلت في نفسي يمكن يكون العم عبده جاسوس يعني ان شكوك بعض اهالي الوضيع يمكن تكون صحيحة وربي يسامح كل من شكك في العم عبد... 
وبعد اسبوع حضر اخوه وبعض اقاربه  وضيفهم والدي العميد شيخ محتوم رحمه الله وقالهم اينكم نحن بلغنا قبل اسبوع
شرطة الوضيع وهم بدورهم ابلغو الاجهزة الامنية في ذمار لان اهالي الوضيع  يعرفون فقط عبده الذماري ولانعرف من اي منطقه الابعد وفاته وجدنا البطاقة الشخصية التي تؤكد انه من ذمار منطقة آنس وقالو انهم سوف يبلغون اهله ورد اخو عبده ومن معه 
قائلين لم يصلنا الخبر الا متاخر وقالهم الوالد رحمه الله ماقصة عبده ولماذا اهملتوه هذه الفتره الطويلة فسرد اخوه علينا قصة العم عبده وكانت قصة صادمة ومؤثرة عندما قال نحن لسنا فقراء ونحن من آنس ذمار وإسألو عنا اي شخص نمتلك أراضي ومزارع نبيع القات بلملايين لكن بعد وفاة الوالد رحمه الله تم توزيع الأرض وكان في ظلم لنا من قبل عمي وعمتي ولإننا كنا أيتام كانت امي تعتمد على عبدوه اخي رغم انه صغير ولكنه بأفاعله كبير وظل يطالب عمي وعمتي في الأرض لأنهم ظلمونا وبعد سنوات تم وضع سحر له من قبل عمي  وعمتي  وكان عبده يكره البلد وهرب منها وجلسنا سنوات نبحث عليه وبعدها وجداناه في الحديدة حتى انه لم يتزوج  وعدنا به إلى ذمار واكتشفنا انه مسحور عملنا على علاجه واخبرناه ان ارضنا بفضل الله ثم بفضله عادت لنا وفرح لكن لم يكن عبده الذي نعرفه فهرب مجدددآ وظل سنوات مختفي عنا حتى اتى شخص من قريه بجوارنا يقول في بلاغ من شرطة الوضيع محافظة أبين يبحثوا عن أهل  شحص اسمه عبده علي  وهو الآن  مريض في مديرية الوضيع  وخفنا ان يكون شخص اخر ليس عبده لانها وقعت معنا عدة قصص منها انه تم النصب من قبل اشخاص في صنعاء كانو يقولو لنا عبده موجود ارسلو فلوس لان عبده لايريد ان يراكم   ولكن بعد مطالبنا بسماع صوته ارسلو صوت لم نكن متأكدين منه وقلنالهم ارسلو صورته وعندما ارسلو لنا صوره اخرى عرفنا انهم نصابيين  أثرت فينا قصة عبده ثم قال الوالد لي  احضر اغراض عبده احضرت المذياع واغراض التلييس وملابسه وكان من ضمن ملابسه البدلة العسكريه التي ضننا به ضنا آخر وعرفتنا قصته انه كان يحتمي بهذه البدلة من ضعفا النفوس ممن قد تسول له نفسه في أذيته 
ولكنهم رفظو أخذ اغارضه   فقال والدي المذياع سوف نعطيه للمسجد والأغراض نععطيها اي بناء محتاج لها قامو بشكر  والدي رحمه الله واهالي الوضيع الذين ساعدو عبده وكانو يريدو ان يدفعو ثمن العلاج والمستشفى ولكن والدي  رفظ وقال هذه وقفه انسانية مننا جميعا نحن اهالي الوضيع
في الأخير تعلمنا من قصة العم عبده علي والعم الصبيحي انهم وجدو الامان والأطمئنان الذي جعلهم يستقر في مدينة الوضيع 
كما تعلمنا انه اهل المدن الصغيرة في البدايه يتخوفون من الاشخاص الغربا وقد يراودهم الشكوك حولهم ولكنهم مع ذلك يحتونهم ويقدمو الواجب معهم ويعتبرونهم جزء منهم  بعكس اهل المدن الكبرى
رحم الله العم عبده علي ورحم الله العم عبدالله الصبيحي
*رمزي الفضلي

مقالات الكاتب