سَلَامٌ عليك أيُّها المُعَلِم العَلَم

سَلَامٌ عليك أيًُّها العابد الزاهد الورع.

سَلَامٌ عليك يا مشدود  يامن ذرعت الأرض مُشرقًا ومُغربًا تمحو آثَار أقدامك ما علق بالأرض من أدران الجهل،ممزِّقًا بوقع خطواتك حُجَب الظلام . 

  سلام عليك يا من بَدَّدت أناملك السمراء المتعفرة ببياض الطباشير رآن الأمية .

سلام عليك أيها المُعَلم العَلَم الذي شقَّ بُطون الأودية ،وقَطَعَ أعناق مسافات الفيافي والغفار،وسط زمهرير الشتاء ،وفي عز شمس الهواجر،متأبطًا كُتبه،قابضًا دواته،قاطعًا أكثر من ستة عشر كيلو ذهابًا ومثلها أيابًا .

ستة عشر كيلو وليس ستة عشر مترًا من  بيته إلى مدرسة في قرية من قرى دثينة اسمه (امدخلة) ومن كذَّب الخبر فليقس المسافة،ومن أراد شاهدًا فهناك جيشًا من طلابه لايزالون على قيد الحياة.

المربي الفاضل مشدود مباني المدارس القديمة التي شُيَّدت في آواخر الخمسينات،ومطلع الستينات على امتداد قرى ولاية دثينة تُقرئك السلام رغم تطاول الزمان عليك وعليها،وانفراط عقد السنين من بين يديك ويديها، كلاكما يعيش خريف عُمره،متعاليًا على أوجاعه وأسقامه،بعد أن أمضى الزمان حكمه على الراهب والدير معا .

مقالات الكاتب

الطبيب الإنسان

كنت طفلًا صغيرًا حين كانت أمي تحملني على ظهرها في فوج من النسوة؛ فيهن الراجلة على قدميها، والراكبة ع...