أبى سالم إلا أن تكون عدن أوَّل من يحتظنه

رحل سالم الحسني حاملًا آلام المرض، وأوجاع الوطن، رحل عن هذه الدنيا الفانية كما استقبلته أوَّل مرة،لا يملك شيئًا سوى حبه لوطنه،وعشقه لمدينته عدن،وصدقه مع الناس،وحبهم له، رحل بعد صراع طويل مع المرض، ورحلة علاجية  شاقة بدأت من عدن ،مرورًا بالقاهرة، وانتهاءً بالهند،وفيها شعر بدنوا أجله،فأصرَّ ألا يموت إلا في عدن، متحديًا حالته الصحية،ولم يعبأ بتحذيرات الإطباء له،وعدم موافقة شركة الطيران الناقلة على سفره لتدهور حالته الصحية،لكنه أصرَّ أن تكون عدن أول من يحتظنه عند موته،كما كانت أول من استقبلت مولده .

سكنت عدن قلب سالم الحسني ،فكانت المبتدأ في حياته والخبر،فيها ولد ،وفي مدارسها تعلم،وفيها أمضى مشوار خدمته العسكرية الطويلة،وفيها عاش،ولأجلها دافع بسنانه وبنانه،فكان من أوئل الذين دافعوا عن عدن ،ومن أوئل الناشطين الذي أمتشقوا أقلامهم  منافحين عن المصالح العليا للوطن.

رحم الله أخانا سالمًا رحمةً واسعةً، وغفر له ، ورفع درجته في الجنة،وسيظل الناس في هذه الدنيا  مابين رائحِِ وغادِِ ، ولن يبقَ سوى ما كتب الله  لهم في اللوح ،وسجَّله لهم المجتمع من مواقف .

أسأل الله بمنه وكرمه أن يغفر له ذنوبه كلها، صغيرها وكبيرها،وأن يرفع درجته في الجنة، وأن يخلف أهله في مصيبتهم خيرًا .

مقالات الكاتب

الطبيب الإنسان

كنت طفلًا صغيرًا حين كانت أمي تحملني على ظهرها في فوج من النسوة؛ فيهن الراجلة على قدميها، والراكبة ع...