فلسطين لا ولن تصبح تاريخاً
إن كل ما يحدث ضد العرب من مشرق الوطن العربي إلى مغربه منذ تأسيس دولة الاحتلال في فلسطين هدفه الرئيسي...
تابعنا باهتمام كما تابع العالم كله منح رئيس وزراء أثيوبيا السيد أبى أحمد جائزة نوبل للسلام لجهوده الرامية الى تحقيق السلام والتعاون الدولي.
وإنني إذ أهنئ أبى أحمد الذي يعتبر رمزاً للوحدة الوطنية وأباً لكل الأثيوبيين من مسيحيين ومسلمين لمنحه هذه الجائزة السامية.
ويمثل أبى احمد امتداداً للملك النجاشي العادل الذي استقبل المهاجرين المسلمين ومبعوثي رسول الله قبل أكثر من ١٤٠٠ عام ومنحهم الأمن والرعاية والأمان.
وقد بدأ أبى احمد مهمة السلام من البيت الأثيوبي الكبير الذي نشر فيه الأمن والعدل، وشرع في برنامجه التنموي لاصلاح الاقتصاد وتحقيق الاستقرار بعد فترة طويلة من الحروب والدمار التي عاشتهما أثيوبيا.
إن إثيوبيا التاريخ والحضارة ومهد الانسان الأول تحتاج الى رؤية متسامحة لتضمّد جراحها وتأخذ موقعها الذي يليق بها وما أبى أحمد إلا تجسيد لكل ذلك... حيث بدأ في ترميم التشوهات في جسم الوحدة الوطنية الأثيوبية ثم نقل هذه الروح المتسامحة السامية الى محيطه وجيرانه في أريتريا والقرن الافريقي.
وتجاوز دوره حدود بلاده ومحيطه بالمساهمة في تحقيق السلام بين أطراف الصراع في السودان لتنبثق عنه حكومة وطنية تقود السودان الكبير نحو الأمن والاستقرار والسلام، ليتمكن الشعب السوداني من استثمار خيراته وثرواته لأن في استقرار السودان استقرار لأثيوبيا والدول المطلة على البحر الأحمر ولجيرانه في الجنوب.
نتمنى له النجاح في مهمته، كما نتمنى لبقية الدول العربية ان تحذوا حذوه في إنهاء الصراعات وإحلال السلام والاستقرار في اليمن وجميع بلداننا العربية، مستذكرين رسائله الى الشعب اليمني وقياداته وجيران اليمن ومناشداته لهم بالتوقف عن الحرب وقبول التعايش وحل معضلات المنطقة بالحوار وعبر طاولة المفاوضات.