رسالة إلى الرئيس هادي

سعيد النخعي

فخامة الرئيس المشير الركن / عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية   حفظه الله


تتداعى الأحزاب والمكونات لدعوة أتباعها للمشاركة لحضور اتفاق الرياض،ظننًا منها أنها وليمة، أو اتفاق محاصصة سيتقاسم الفرقاء بموجبه الحقائب والمناصب، وليس اتفاق للمصالحة الوطنية الشاملة يهدف إلى رأب الصدع،وتوحيد الجهود،وتنسيق المواقف،لإخراج البلد من أتون الصراع، وترميم نسيجه الاجتماعي الذي عبثت به هذه القوى،ومزَّقت عراه عروة عروة  .


سيادة الرئيس لم تهتد هذه القوى للغايات السامية لاتفاق الرياض،ولا للمصالح العليا للوطن،حين وهمت هذه القوى أن اتفاق الرياض وليمة خاصة بها ولأتباعها،فدفعها جشعها للاستئثار بها .

سيادة الرئيس يقع على عاتقكم اليوم مسؤولية كبيرة،للملمت شعث الجنوب المتناثر،وجمع قواه التي مزقتها كانتونات الصراع التي يتوافد قادتها وأتباعها إلى الرياض،فإذا كان هؤلاء يمثلون أحزابًا،وتنظيمات سياسية- أن جاز لنا تسميتها أحزابـًا- فأنت تمثل وطن بكل أطيافه الاجتماعية، والسياسية،والثقافية .


سيادة الرئيس لماذا لم يوجه من أُوكلت لهم المهمة دعوة للمقاومة باعتبارها صانعة الانتصارات التي يزايد بها المتحلقون حول المائدة ؟ .

لماذا لم توجه دعوة للمناضلين والمحاربين القدامى الذي صنعوا فجر أكتوبر،ونوفمبر ؟


لماذا لم توجه دعوة للمثقفين والاكاديميين باعتبارهم حملة مشاعل التنوير،ورواد النهضة الحقيقية ؟


لماذا لم توجه دعوة للمرأة الجنوبية باعتباره نصف المجتمع ؟


لماذا لم توجه دعوة للسلاطين ؟ والقوى السياسية التي شاركت في العمل السياسي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي  وكانوا جزءًا من تاريخ الجنوب السياسي،لردم الهوة بين الماضي والحاضر ؟


لماذا لم توجه دعوة لأبناء عدن التي يتألف نسيجها الاجتماعي من كل محافظات اليمن؟ فكيف تم اختزالها في مكون سياسي لايمثل زقاقًا من أزقتها ؟


لماذا لم توجه دعوة للشباب باعتبارهم صنَّاع الحاضر،وأمل المستقبل ؟


سيادة الرئيس إذا نَسَيَتْ المكونات السياسية التي يعيش قادتها وأتباعها في الخارج ،وبدأوا يتوافدون على الرياض من مختلف عواصم العالم ،فلاتنسى قوى المجتمع الحية التي تعيش في الداخل ،تكتوي بنار الصراع،وتعاني ويلات المآسي، فهي أحق بتمثيل نفسها بالأصالة،وليس بالوكالة ،حتى لاتسرق هذه القوى آمالها كما سرقت تضحياتها .


سيادة الرئيس تَفَرَّس وجوه الحاضرين فلن ترى عليها آثار شمس،أوجوع أو ظمأ.

فتش جوازات سفرهم لن تجد من بينهم قادمًا من مطار عدن،أو سيؤون إلا قلة،لأن معظمهم لايعيشون في الجنوب أصلا ،فلا تقبل أن يكونوا شهداء زور على أهله .


         محبكم / سعيد النخعي

مقالات الكاتب

الطبيب الإنسان

كنت طفلًا صغيرًا حين كانت أمي تحملني على ظهرها في فوج من النسوة؛ فيهن الراجلة على قدميها، والراكبة ع...