القرار الاممي ١٣٢٥ المرأة والسلام والأمن دعوة للمواجهة وتحمل المسؤوليات( ح٢)
تهدف الحملة النسوية للقرار الأممي ١٣٢٥ للمرأة والسلام والأمن إلى البحث في جزئياته المتعددة في إتجاهي...
كم أنزعجت هذا الصباح ، وضاق بي حالي فقد رحلت من لم تؤذي أحد في حياتها بعد الاستعمار البريطاني ، إختطفتها يد المنون و لم تمتد إليها كل الأيادي تكريماً لها ، رحلت من كانت الأولى والرائدة في مسيرة النضال النسوي و لم يعترفوا بها ، رحلت بدون ضجيج على الرغم من أن صدأ تاريخ نضالها مازال يردد اسمها في أذنايّ .
رحلت بهدوء إلاّ أنها بالتأكيد ستبقى في قلب وعقل كل إنسان عرفها وشاطرها النضال في قضية ما ..، وما أكثر القضايا التي كان لها دور مميزاً بارزاً فيها .
لقد كانت على الدوام بين الناس مناضلة و قائدة ، ربما لا أستطيع أن أسرد ذلك إلا أن غيري يتذكر و غيري عاش تلك المرحلة وكتب عنها وبلا شك سيكتب ..
كانت رضية متفانية ، دؤوبة ، متعددة و متنوعة ، فهي المناضلة ضد بريطانيا ، و مع العمل الوطني و العربي و مع تحرير المرأة ومع قضية فلسطين و ...
كثيرات وكثيرون لا يعرفنها ولايعرفونها ، غوصوا في أوراق كثيرة تركتها و في كتب كتبت عنها ، ستدركون/ ن أنها علمتنا الكثير عن تاريخ هذه المدينة " عدن وعن مينائها ، وعن مرحلة النضال ضد الاستعمار ...كلمات تحوي مضامين كثيرة ، و كيف كانت تتنبأ بما حدث لعدن ويحدث الان ؟ ، ستجدون/ن في كلماتها كلام لايليق إلا بالعظماء ، أصحاب النفوس الطيبة ، الساعية نحو النور ، تحكي أماني كثيرة ، وآمال أجيال مضت و ليتها تأتي .
لقد دقت ناقوس الخطر باكراً بشأن عدن ، وصرخة في وجه الجميع ، و لم يسمعها أحد .
أطلقت كلماتها المتعبة نحو مرافئ قلوبنا ، فجأت ملفوفة بشال الحقيقة التي نعيشها الان والتي لاتلتفت الى الوراء حين تمرّ ... تشدنا إلى ذواتنا وكرامتنا وتضعنا أمام المعادلة من ليس منها " عدن" سيبيعها ، أنه سرك الذي لم يقاربه أحد إلا أنت .
شكراً رضية لقد منحتينا فرصة ، بالتعرف عليك كي لا تصاب ذاكرتنا بالرضوض ، فرصة بالتعرف عليك وعما كتبته بغض النظر عن لعبة القدر التي حملتك إلى مطارح بعيدة حيث كان يريد أن يتخلص منك الرفاق ؟؟؟
الخسارة بفقدك كبيرة يصعب تعويضها ، لكنها سنة الحياة ، عرفتك سيرة كفاحية صلبة و تمسكاً لا يلين بقيم الحرية والعدالة والتقدم .
مع رضية نعود إلى أنفسنا ونبدأ التفكير ، كم امرأة مناضله تنكر لها النظام السياسي ، تعالن ندق الجرس بقوة دون توقف ، فندرك ذواتنا ونطرد الخوف و نكتب عن كثير من النساء المناضلات و نمسك بطرف الخيط و بالتأكيد وحتماً هو ليس خيط من دخان ، بل هو قضية
قضية المرأة ، قضية كثير من النساء المناضلات التي من أجل الامزجة الذكورية الحاكمة تم نبذهن و تهميشهن وإقصائهن ...إنها قضية وطن .
رحلت رضية و أنا أتسول الحبر لأكتب عنها بعض الكلمات وقليل من الحروف لأهديها أياها و الكثير من الحرقة تغمرني
بقلم : عفراء خالد الحريري