الرئيس علي ناصر محمد يكتب.. فقيد الوطن المحامي الكبير محمد محمود ناصر

تلقينا ببالغ الأسى والحزن وفاة المحامي الكبير الأستاذ محمد محمود ناصر، الذي تعرفت إليه عندما كنتُ وزيراً للدفاع وعينته مستشاراً قانونياً للوزارة، وساهم في إعداد اللوائح المنظمة لوزارة الدفاع والأسلحة والقوى التابعة لها. وذلك بالتعاون مع الضابط السوري اللواء زهير غزال، المستشار القانوني بوزارة الدفاع السورية وأمين عام رئاسة الجمهورية السورية فيما بعد، والذي انتدب للعمل معنا من قبل الفريق حافظ الأسد، وزير الدفاع السوري حينها، بعد زيارتي الأولى لسورية في أبريل من عام ١٩٧٠م ولقائي الفريق حافظ الأسد. 
وقد قاما معاً بعمل عظيم في تنظيم الوزارة وكافة القوى والأسلحة التابعة لها. وهذا العمل والتنظيم للوزارة كان يتم لأول مرة بعد الاستقلال، لأن منصب وزير الدفاع في حكومة اتحاد الجنوب العربي كان رمزياً لأن كافة مهام القوات المسلحة كانت ترتبط بالقائد البريطاني والمندوب السامي البريطاني. وقد ترك الأستاذ محمد محمود ناصر بصماته على هذا النظام الذي استمر الى عام ١٩٩٠م.
واستمرت العلاقة بيننا بعد ذلك عندما كان نائباً لوزير الإسكان ونقيباً للمحاميين في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ويعتبر الاستاذ محمد محمود ناصر من المحامين الذين تقدموا فريق الدفاع عن  صحيفة الأيام والأستاذان هشام وتمام باشراحيل.. 
لم تنقطع اتصالاتنا معه قبل وبعد مغادرتنا السلطة في عدن، والتقيته في دمشق عام ١٩٩٤م مع صديقه المحامي الكبير والشخصية الوطنية الشيخ طارق المحامي الذي نتمنى له دوام الصحة والعمر المديد..
كان الفقيد شخصية وطنية وقانونية مرموقة تحظى باحترام كبير في أوساط المحاميين والقضاة والمواطنين.. وبوفاته خسر الوطن أحد أبنائه الأبرار وفقدت صديقاً نزيهاً أعتز به وبعلاقتنا التاريخية في كافة المراحل.
تعازينا الحارة إلى أولاد الفقيد، الدكتور أوسان والمحامي بسام والمهندس وسام والدكتورة سوزان وكافة أهله وذويه ومحبيه وأصدقائه والى الأخ العزيز أيمن محمد ناصر محمد وكيل وزارة الإعلام.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون

مقالات الكاتب

الزلزال السوري

شهد التاريخ العربي صعود وزوال دول من أبرزها الدولة الأموية التي اتخذت من دمشق عاصمة لها وانطلقت منها...

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...