الرئيس علي ناصر محمد يكتب.. رحيل المناضل الوطني أحمد علي السلامي

وسط ركام الموت المتنقل في هذا الزمن الصعب واللحظة الفاصلة التي يمر بها الوطن، والتي تَنقل فيها لنا الأخبار في كل يوم موت القرباء والأصدقاء والرفاق، بسبب الحرب والوباء، بالجملة بصورة دراماتيكية عاصفة لا تعطينا الفرصة الكافية للحزن وللبكاء وللعزاء ولا لتوديع الذين يرحلون الى السماء أو لتأبينهم لكثر ما يحصد الموت من أرواح.
بالأمس رحل المناضل الوطني البارز أحمد علي السلامي، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، فأصاب قلوبنا جميعا نحن رفاقه وأصدقاؤه وقبلنا أهله وأسرته بالحزن العميق. فرحيل السلامي في هذا الوقت بالذات خسارة عظيمة لوطنه وشعبه الذي كرس أكثر عمره وأفناه في الدفاع عن حريته وثورتيه ووحدته ومن أجل حياة الإنسان اليمني ورخائه دون ضجيج أو صخب أو طمع في منصب أو جاه، كما نرى بعض الأدعياء يفعلون اليوم. كان أنموذجاً من الثوار الأنقياء الذين يحملون أرواحهم على أُكفهم لتنتصر القضايا التي يؤمنون بها دون أن يطلبوا الثمن.
من السودان الى صنعاء الى البيضاء الى المنطقة الوسطى الى عدن الى تعز والحديدة ومناطق كثيرة خاض أحمد علي السلامي معركته التي لم تكن إلا معركة وطنه وشعبه، سُجن من أجلها، عانى في سبيلها، لكن إيمانه بها لم يتزعزع. بحث عن طريق الخلاص، وجده تارة في حركة القوميين العرب، وتارة في منظمة المقاومين الثوريين، وأخيراً في الحزب الاشتراكي الذي أصبح عضواً في مكتبه السياسي.
امتشق البندقية عندما رأى أن الخلاص والدفاع عن الجمهورية يتطلب ذلك فكان من أبطال الدفاع عن صنعاء خلال حصار السبيعين مع غيره من الثوار من الشمال والجنوب. وكان من قيادات الجبهة الوطنية في المنطقة الوسطى لمواجهة الظلم والاستبداد. وسلك طريق النضال السلمي عندما رأى أنه الأجدى للوصول الى تحقيق أحلام وآمال الشعب فصار عضواً في البرلمان وفي مجلس الشورى. وفي كل المحطات كان مثالاً للقائد والسياسي المتواضع الذي يضع مصلحة الوطن والشعب فوق المصالح الذاتية.
ربطتني بالفقيد أحمد علي السلامي علاقة طيبة منذ كان قائداً في منظمة المقاومين الثوريين ثم عضواً في المكتب السياسي الذي كنت أمينه العام، واستمرت علاقتنا في السلطة وخارجها، وكان قد عُرف بمواقفه المبدئية وصراحته وصلابته.
رحم الله الفقيد المناضل أحمد علي السلامي وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ورفاقه الصبر والسلوان، والعزاء موصول الى الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني.

مقالات الكاتب

الزلزال السوري

شهد التاريخ العربي صعود وزوال دول من أبرزها الدولة الأموية التي اتخذت من دمشق عاصمة لها وانطلقت منها...

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...