من مزايدات الرفاق

مرة في لودر بكر سكرتير الحزب للعمل لابس فوطة وقائد القوات الشعبية لابس سروال وأول ما شاف سكرتير الحزب مفوَّط قال له: وين امسروال يا فلان؟ رد عليه بغضب وايش في وجهك منه، هاقل باتحبسني، غضب صاحبنا من رد سكرتير الحزب، وركبته الحميِّة، قال: أي والله بحبسك القانون فوق الكبير والصغير - رغم أن هذا ليس من صلاحياته ولا من اختصاصه لأن سكرتير الحزب يعتبر المسؤل الأول في المديرية - بعدها  أرسل سكرتير الحزب برقية للمحافظة بأن قائد القوات الشعبية يهدد سكرتير الحزب بالسجن، كان محمد علي أحمد حينها محافظًا للمحافظة، وكان سكرتير الحزب في المحافظة يعد المسؤل الأول في المحافظة إلا في محافظة أبين كان محمد علي أحمد هو الرجل الأول في المحافظة لقوة شخصيته وشعبيته، استدعى المحافظ الجماعة إلى أبين ليستوضح الأمر، بكر الاثنين في مكتب المحافظ، وبدأ سكرتير الحزب بالحديث قائلا : يا رفيق المحافظ هذا فلان مايصلح قائدا للقوات الشعبية لسببين : الأول  ليس عضوا  في الحزب، والثاني الرجل أمي لايقرأ ولايكتب.
التفت المحافظ إليه سائلا إياه أصحيح لست عضوا في الحزب، ولا تقرأ ولا تكتب؟
كان صاحبنا هذا ذكي وصاحب بديهة في الجواب رغم أميته، قال باجوِّب يارفيق المحافظ، قال اتكلم.
قال:  يا رفيق المحافظ ما الحزب قده عقل وشرف وضمير الشعب، عسى ما امبطاقة أحسن من شرف الإنسان وضميره، وأردف سائلًا المحافظ، عاد شي أغلى من شرف الإنسان وضميره يارفيق المحافظ؟ قال لا والله لا ماشي أغلى من شرف الإنسان وضميره، قال وأنا عسى ما امبطاقة أحسن من شرفي ولا من ضميري! قال المحافظ هللت يافلان - أي اجتزت الأولة- 
وأما الثانية يا رفيق المحافظ لما يقول أني أمي ما أصلح قائدا للقوات الشعبية، قد فلان عضو مكتب سياسي، ووزير الدفاع وهو أمي لايقرأ ولايكتب وإذا قرر الحزب والدولة إنه ما يصلح للمكتب السياسي ولا لوزارة الدفاع لأنه أمي ما أمري بعدين سهل عسى ما معي منصب قيادي لا في الحزب ولا في الدولة مار قائد على مبتال يا رفيق المحافظ هههههههه، ضحك المحافظ وأعجب ببديهته وذكائه قال : هللت يا فلان. 
                        سعيد النخعي
                26/أغسطس/2020 م

مقالات الكاتب

الطبيب الإنسان

كنت طفلًا صغيرًا حين كانت أمي تحملني على ظهرها في فوج من النسوة؛ فيهن الراجلة على قدميها، والراكبة ع...