الرئيس علي ناصر محمد يكتب.. الذكرى الـ 45 لعيد العلم وتأسيس جامعة عدن

تداول يوم أمس وصباح هذا اليوم 10 سبتمبر 2020م عدداً من المواقع الالكترونية والأصدقاء التهاني بمناسبة عيد العلم في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتأسيس جامعة عدن منذ 45 عاماً في 10 سبتمبر من عام 1975م، وقد تأسست في ظلّ شُحّ الإمكانات المالية لليمن الديمقراطية، وفي ظل ظروف تموينية صعبة، وكانت هيئتها الإدارية يمنية مئة بالمئة. وكانت هناك تحفظات من قبل البعض لتأسيسها، وخاصة أن الظروف الاقتصادية كانت صعبة ولم تكن تسمح بإنشاء الجامعة، وكانت حجتهم بذلك أنّ لدينا عدداً كبيراً من المنح التعليمية من الدول الصديقة والشقيقة، إضافة إلى عدم وجود منشآت ومبانٍ صالحة وكوادر تخدم الجامعة، إلا أنه في نهاية الأمر قمنا بتأسيسها بمواردنا وإمكاناتنا الوطنية الشحيحة. 
وقد واجهت جامعة عدن مشكلة في قلة عدد المتقدمين للدراسة في كلية التربية، بالرغم من الحاجة الشديدة إلى مدرسين أكفّاء في مختلف مدارس الدولة، وذلك نظراً للتوسع الكبير الذي جرى في التعليم الأساسي والثانوي. والسبب في ذلك يعود إلى أن المرتب الذي يتقاضاه المدرِّس كان منخفضاً، مقارنة بالمرتبات التي يحصل عليها المتخرجون من الكليات الأخرى. 
وحرصاً على تخريج أعداد كبيرة من المدرسين الأكفّاء لسدّ النقص في المدرسين الذي كانت تعاني منه مختلف المحافظات، رُفعت مرتبات المدرسين واعتُمدت معونة مالية للطلبة الدارسين والملتحقين في كلية التربية، ما أدى إلى تشجيع خريجي الثانوية العامة الأوائل على الالتحاق بكلية التربية، وقد حدث هذا للمرة الأولى.
وقد اعتبرنا يوم تأسيس جامعة عدن في 10 سبتمبر من كل عام عيداً للعلم، وكان قد أُعلن عن قيامها بعد المؤتمر التربوي الأول، الذي أشرفتُ عليه، وأُعلن فيه أيضاً عن تغيير المناهج في مختلف المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية ولأول مرة، لأن المناهج حينها كانت يمنية ومصرية وسودانية. 
واعتبرنا هذا التغيير وإنشاء الجامعة هو منعطفاً جديداً وهاماً في العملية التعليمية الشاملة، وتوّج هذا العمل العظيم بإعلان التحرر من الأمية بعد الحملة الشاملة لمحو الامية عام 1984مK وأعلنت منظمة اليونسكو في عام 1985م في تقريرها السنوي أن حال التعليم في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية هو الأفضل في شبه الجزيرة العربية.
ورغم انشغالنا بالمهام الجسيمة في مجلس الوزراء وبناء القوات المسلحة وتسليحها إلا أننا أولينا اهتماماً أكبر بالتعليم في مختلف مراحله من: تغيير المناهج وتأسيس الجامعة ومحو الأمية، وبناء الانسان وتسليحه بالعلم رغم كل الصعوبات التي كنا نواجهها داخلياً وخارجياً.. 
ويجب أن نعترف بالدور الكبير الذي لعبه الدكتور حسن السلامي والدكتور محمد جعفر زين والدكتور سعيد النوبان والدكتور سالم باسلم والأستاذ عبد الجليل غيلان ورئيس الاتحاد الوطني العام لطلبة اليمن الدكتور صالح محسن الحاج ورئيس اتحاد طلبة جامعة عدن عبد الجبار سعد وغيرهم من الأساتذة والطلبة..
وفي هذه المناسبة أحييهم جميعاً، الأحياء منهم والأموات، اعترافاً بدورهم الكبير في هذا الإنجاز التاريخي العظيم..

وكل عام وهم وشعبنا بألف خير..

مقالات الكاتب

الزلزال السوري

شهد التاريخ العربي صعود وزوال دول من أبرزها الدولة الأموية التي اتخذت من دمشق عاصمة لها وانطلقت منها...

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...