الرئيس علي ناصر محمد يكتب.. للتوضيح وليس للرد

السيد حسن العجيلي

اطلعنا على مقالكم بعنوان الأخ الرئيس علي ناصر لم يكن وفياً في بعض الطروحات..
بدايةً نود شكركم على الملاحظات التي أوردتموها في مقالكم، وهو تعليق على مقال كتبناه عن الفقيد سعيد عثمان عشال وليس عن التجربة..
أولاً: عنوانكم الذي اخترتموه لمقالكم لم يكن موفقاً، وربما خانكم التعبير، فكيف يمكن الجمع بين الوفاء والطروحات! الوفاء إما أن يكون للأشخاص، أو لتجربة أو علاقة إنسانية.. أما الطروحات فيناسبها الصدق والدقة في المعلومات، وهذا ما حرصنا عليه بأمانة وصدق في مقالنا ذاك، وفي كل ما نكتبه، هذه واحدة. 
ثانياً: جاء في مقالكم المشار إليه، أن كلامي عن علاقتي بالفقيد مبالغ فيه كثيراً في الوقت الذي لا تعرف طبيعة هذه العلاقة التي أشرتُ إليها في مقالي والتي تعود إلى زمنٍ لم تولد فيه بعشرات السنين حتى تحكم عليها بالمبالغة على ذلك النحو. وحديثي عن علاقتي بالفقيد سعيد عثمان عشال جاء من باب الاعتزاز بتلك العلاقات التاريخية التي جمعتنا، وبغيره من المناضلين، وقد تحدثت عنها في مذكراتي والعديد من كتاباتي.
ثالثاً: أشرتَ الى أنني تقلدت منصب محافظ لحج بالقرار رقم /٢/ مع محافظ عدن طه غانم، وذلك غير صحيح فعندما عُينت محافظاً للمحافظة الثانية بالقرار الذي أصدره الرئيس قحطان الشعبي في ١٧ ديسمبر ١٩٦٧م عَين بموجبه الأسماء التالية محافظين لمحافظات الجمهورية: 
أبو بكر شفيق (محافظ المحافظة الاولى).
علي ناصر محمد (محافظ المحافظة الثانية).
جعبل الشعوي (محافظ المحافظة الثالثة).
فضل محسن عبد الله (محافظ المحافظة الرابعة)
سالم علي الكندي (محافظ المحافظة الخامسة) 
محمد سالم عكوش (محافظ المحافظة السادسة)
وكانت أسماء المحافظات حينها بالأرقام وليست بالأسماء واستمر ذلك حتى الثمانينات، حين أُطلق على المحافظات بالترتيب أسماء (عدن - لحج - أبين - شبوة - حضرموت - المهرة) وآخرها سقطرى..
كما أن طه غانم لم يكن أول محافظ لعدن وإنما أبو بكر شفيق، وجاء بعده نور الدين قاسم ومحمود محمد جعفر وطه غانم ومحمود عراسي وناجي عثمان أحمد الى عام الوحدة ١٩٩٠م.
رابعاً: لم أتحدث في المقال عن القائد حسين عثمان عشال وعن الرئيس قحطان الشعبي، فالرئيس قحطان قدم استقالته عام ١٩٦٩م وكذلك قدم فيصل عبد اللطيف استقالته من منصب رئاسة الوزراء، وعُيّن سالم ربيع علي رئيساً ومحمد علي هيثم رئيساً للوزراء، واحتفظتُ بمنصبي كوزير للإدارة المحلية. ويجب أن نعترف أن هذه الأحداث وغيرها منذ ١٩٦٧م وحتى ١٩٩٠م أدت الى أن نخسر رجال من عيار ثقيل.
أما حسين عثمان عشال فقد قدم استقالته من قيادة الجيش وانتقل الى مودية، واستمر فترة فيها وانتقل الى البيضاء، ولم يكن هو أول من ذهب الى الشمال، فقبله ذهب قحطان الشعبي وعلي معور الربيزي وحسين عبد الله المجعلي وابن شقفة ومحمد ناصر الجعري وناصر السقاف ومحمد بن عيدروس وغيرهم من أبناء الجنوب الذين كانوا ينتقلون الى الشمال في بعض المراحل التاريخية التي مر بها الجنوب..
وهناك قيادات من الشمال جاءت الى عدن في بعض المراحل التاريخية، وعلى رأسهم الأستاذ أحمد محمد نعمان وأحمد الشامي وعبد الله عبد الوهاب الفضول وأعداداً كبيرة من قيادات ورجال الحركة الوطنية، عاشوا في عدن وبعضهم تقلد مناصب في الحزب والدولة.. وفي صنعاء أيضاً تقلد عدد من الجنوبيين كعبد الله الأصنج ومحمد سالم باسندوة وعبد الله صالح سبعة وعبد القوي محمد رشاد وغيرهم... مناصب قيادية، وقبل ذلك كان الزعيم قحطان الشعبي قد عُيّن مستشاراً لشؤون الجنوب في حكومة السلال. 
خامساً: أما حرب ١٩٧٢م فلم أتحدث عنها في مقالي عن الفقيد سعيد عثمان عشال فقد بدأت في سبتمبر وانتهت في أكتوبر بتوقيع اتفاقية الوحدة بين الشمال والجنوب، بيني وبين الأستاذ محسن العيني في الجامعة العربية ٢٨ أكتوبر ١٩٧٢م، وحينها كان الأمين العام لجامعة الدول العربية الباشا عبد الخالق حسونة أما محمود رياض فقد كان الأمين العام للجامعة عام ١٩٧٩م. وبعد اتفاقية القاهرة وُقعت اتفاقية طرابلس عام ١٩٧٢م بين الرئيسين سالم ربيع علي والقاضي عبد الرحمن الارياني، واتفاقية الكويت عام ١٩٧٩م بين علي عبد الله صالح وعبد الفتاح اسماعيل، واتفاق عدن بين علي البيض وعلي عبد الله صالح ١٩٨٩-١٩٩٠م، وقد تحدثت عن هذه الملاحظات التي أشرتَ إليها في كتاب عن الدولة والوحدة. 
أخيراً: عندما نتحدث من معطيات ووقائع عشناها وكنا مشاركين فيها، كما أنها من واقع مذكرات سُجلت على مدى أكثر من ٣٠ عاماً وليس من الذاكرة وليس لها علاقة بالمطابخ التي تعمل وفقاً لمصالحها ومصالح من وراءها.
ومع ذلك نرحب بأية ملاحظات نقدية أو إضافات بهدف إغناء تاريخ هذه التجربة بما يفيد القارئ في الحاضر والمستقبل لأن هناك من يحاول طمس هذا التاريخ، ومحاولة الإساءة لمن يريد أن يكتب ويحافظ ويخلد هذا التاريخ الذي نعتز به في الماضي والحاضر وسنظل نعتز به في المستقبل فنحن نقدم خلاصة تجربتنا بإيجابياتها وسلبياتها للأجيال للاستفادة من الأخطاء التي مرينا بها. ولن تثنينا أي محاولات للنيل من جهودنا المتواضعة، فكل ما أنجزناه هو عبارة عن تاريخ الثورة والدولة في الجنوب وليست مذكرات شخصية، إذ إن الفرص والظروف لم تتح للكثير من هذه القيادات كتابة مذكراتهم. وقد حاولنا إنصاف الجميع وأوفيناهم حقهم كما عرفناهم..
وهناك من يحاول تفصيل التاريخ على مقاسات البعض اليوم، ولكن التاريخ هو التاريخ ولن يقبل بغير ذلك.

مقالات الكاتب

الزلزال السوري

شهد التاريخ العربي صعود وزوال دول من أبرزها الدولة الأموية التي اتخذت من دمشق عاصمة لها وانطلقت منها...

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...