فلسطين لا ولن تصبح تاريخاً
إن كل ما يحدث ضد العرب من مشرق الوطن العربي إلى مغربه منذ تأسيس دولة الاحتلال في فلسطين هدفه الرئيسي...
تلقينا بحزن نبأ وفاة الفقيد المناضل مصمع بن ديمح الربيزي عن عمر يناهز المئة عام، بعد حياة حافلة بالنضال والكفاح ضد المستعمر البريطاني حيث كان رفيق السائر علي سالم معور قائد ثورة الربيزي الشمسي التي اندلعت في بداية خمسينيات القرن الماضي أثناء محاولة دخول بريطانيا الى وادي حطيب بعد أن رفض سلطان أنصاب الموافقة على أي معاهدة او اتفاق مع البريطانيين.
كما رفض الشيخ علي معور أيضاً أي تواجد للبريطانيين، وخرج بعد قتال مع القوة البريطانية التي اتخذت أرض بامسلم قاعدة لها. وبعد أن دُمرت قراهم في حطيب خرج الى منطقة "عله"، ومنها الى البيضاء، والتقى العامل فيها (المحافظ) الشيخ صالح بن ناجي الرويشان وقدم عبره طلب الى الإمام لدعمهم حيث قدم الإمام ٧٠ بندقية ألمانية مع ذخيرة كافية وغيرها من المساعدات لدعم الثوار، كما علمتُ من أحد أقاربه.
وأتذكر أنني قمت بزيارة رسمية الى وادي حطيب تكريماً لسكان هذه المنطقة والمناضلين فيها وعلى رأسهم المناضل الكبير علي معور، وأشدتُ في كلمة ألقيتها خلال حفل شعبي بدور الثوار الأوائل في هذه المنطقة.
وأذكر أنني تسلمتُ خلال الاحتفال وفي ظل الحماس الشعبي بندقية الثائر الوطني ابن معور، من أحد المواطنين الذين شاركوه الانتفاضة، هدية منه لي. وقد أحسستُ لحظتها أنه يهديني قطعة غالية وعزيزة على قلبه، ويسلمني أمانة تاريخية، وذكريات غالية لا تقدر بثمن، وقد قدمتُ لذلك المواطن بندقية آلية كلاشينكوف تقديراً وتكريماً لثورة الربيزي وقادتها الأبطال.
وهذه الانتفاضة وانتفاضات آل رشيد وآل العظم والمطهاف وآل باعوضة وغيرهم في الواحدي وبلحارث والمصعبين في بيحان وآل فريد في العوالق العليا وغيرها من الانتفاضات في محافظة شبوة، التي نعتز بها وبتاريخها ورجالها في الماضي والحاضر، وكذلك الانتفاضات الأخرى في الجنوب، هي التي مهدت لقيام ثورة أكتوبر ١٩٦٣م والتي احتفلنا أمس بذكرى مرور ٥٧ عاماً على قيامها..
نتقدم بأحر التعازي للأخ عوض علي الربيزي والأخ المناضل عبد ربه سالم معور وكافة آل ربيز في داخل الوطن وخارجه.
ونسأل المولى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان..