الرئيس علي ناصر محمد يكتب:أوقفوا الحرب في اليمن

عندما بدأت الحرب في 2015م في اليمن، أكدتُ لمختلف الأطراف المشاركة في الحرب وفي تصريحاتي العلنية أن الحرب لن تُحسم في 30 يوماً ولا 45 يوماً كما كان يعتقدُ عددٌ من المخططين لخوضها. كما قلتُ أن عودة الشرعية إلى صنعاء غير ممكن، ولن يتحقق حتى بعد 3 سنوات أو أكثر.. وانتقدني بل هاجمني البعض على هذا الموقف، وها هي الحرب على مشارف العام السابع ولم تُحسم.
لقد تسببت هذه الحرب في تدمير الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية، وتدمير الاقتصاد، وانهيار العملة، وتشريد الملايين خارج الوطن وداخله، ولم يشهد اليمن في كل الفترات التاريخية التي مرّ بها مثل هذه الهجرة القسرية إلى مختلف أصقاع المعمورة من مصر الى الخليج والأردن وتركيا وماليزيا ودول القرن الإفريقي وصولاً الى أوروبا وأميركا..
هاجر الشباب والمثقفون ورجال الإعلام والمال والأعمال، بينما معظم القيادات في اليمن شمالاً وجنوباً مشغولون بالاحتراب وجني ثمار هذا الاقتتال البشع وغير الانساني، وعموم الشعب وبسطاء اليمنيين يدفعون الثمن الباهظ غير المبرر ويتحملون فوق ما تحملوه من مظالم وآلام..
لقد جرى تجنيد الآلاف من الشباب في هذه المعارك ليتحولوا إلى وقود لها وهم خيرة شباب اليمن في عدن وذمار ولحج وصنعاء، أبين والحديدة، شبوة وصعدة، مأرب وحضرموت وتعز وصولاً إلى المهرة وسقطرى المحافظتان اللتان عاشتا في هدوء وسلام ولم تعيشا الاقتتال والاحتراب لمدة طويلة من تاريخهما الحديث. 
يتابع العالم هذه الحروب وتشظياتها وتشعباتها ويناشدنا كل يوم أن كفى اقتتالاً واحتراباً في بلد يعيث فيه الفقر والعوز  وتمزقه الجماعات المسلحة والعصبيات وأحزابها وقياداتها السياسية تصطرع على المناصب والكراسي دون أدنى اعتبار لهذا النزف الدامي.
يحزُّ في نفوس كل الشرفاء أن تراقب تلك القيادات المشغولة بذواتها و بترتيب أوضاعها المادية وأوضاع أسرها في مختلف عواصم العالم.
وبكل أسف يستمر التحالف الذي جاء لإنقاذ اليمن في هذه الحرب التي لم  يتمكن من تحقيق الحسم العسكري فيها  وهو القادر على إيقافها ودعوة الجميع الى الاحتكام الى لغة العقل والحوار وتغليب مصلحة اليمن والمنطقة، بينما لا تملك الأطراف المحلية أمرها وهي التي تتظاهر بأنها صاحبة قرار في الحرب والحل، وإلّا لكان بإمكانها أن توقف هذه الحروب التي تجري اليوم في العديد من المحافظات وآخرها الحرب في الطرية والشيخ سالم وشقرة والعرقوب في محافظة أبين والتي راح ضحيتها عشرات الشباب من ردفان ويافع والصبيحة والضالع والشعيب وأبين وشبوة وغيرها من المحافظات دون هدف واضح ولا قضية مقنعة!  والتي لا يستفيد منها إلا تجار الموت والحروب والقصور، والشباب يذهبون الى القبور ولهم الجنة.
والمحزن أن بعض القيادات العسكرية تطالب باستمرار الحرب والحسم في أبين ولحج وشبوة، كما سمعت، ولا يمكن لأي قبيلة أن تنتصر على أخرى، ولا أي محافظة أن تنتصر على أخرى، ولا الشمال أن ينتصر على الجنوب ولا الجنوب أن ينتصر على الشمال، ولا الخليج أن ينتصر على اليمن.
لكل ذلك ندعو التحالف بدرجة أساسية الى إيقاف هذه الحرب العبثية والمدمرة لأن القرار بيدهم، بدليل أن كل المؤتمرات والاتفاقيات التي تمت في جنيف والكويت وستوكهولم والرياض وغيرها من اللقاءات لم توقف هذه الحرب منذ 2015م وحتى اليوم.
إن الشعب اليمني مهما بدا اليوم ضعيفاً مفتتاً إلا أنه شعب عصيٌّ على التطويع والرضوخ والفناء وسينتفض مثل العنقاء ليوقف هذه المهزلة المقيتة كما رفض وتصدى للطغاة والغزاة عبر التاريخ.
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر.
نعم للسلام.. لا للحرب..

مقالات الكاتب

الزلزال السوري

شهد التاريخ العربي صعود وزوال دول من أبرزها الدولة الأموية التي اتخذت من دمشق عاصمة لها وانطلقت منها...

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...