فلسطين لا ولن تصبح تاريخاً
إن كل ما يحدث ضد العرب من مشرق الوطن العربي إلى مغربه منذ تأسيس دولة الاحتلال في فلسطين هدفه الرئيسي...
كان عام ٢٠٢٠م عاصفاً بالأحداث والكوارث، فقد شهد رحيل عدد من القادة العرب، منهم السلطان قابوس وأمير الكويت وحسني مبارك ورئيس وزراء البحرين وغيرهم، وكذلك استشهاد الكثيرين جراء الحروب التي حصدت خيرة الشباب من كافة الأطراف في اليمن وسوريا وليبيا والمنطقة العربية.
وقبل أن نودع هذا العام المليء بالأحداث كصفقة القرن والكورونا وتفجير مطار عدن وغيرها، علمنا مساء ٣١ ديسمبر بوفاة المناضل اللواء علي عبدالله السلال نجل المشير عبدالله السلال أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية (عام ١٩٦٢م ) والذي اشتهر بلقب المشير دون الحاجة لذكر اسمه، كما كان الحال بالنسبة لعبدالرحمن الأرياني الذي اشتهر بلقب القاضي، واحمد النعمان. الذي اشتهر بلقب "الأستاذ" الذين خلدهم تاريخ اليمن.
أول معرفتي باللواء علي السلال كانت في عدن في عهد الرئيس قحطان الشعبي عندما جاء لزيارتها بعد انقلاب 5 نوفمبر على والده المشير في ١٩٦٧ م الذي فرح لنبأ عزله على طريقته الساخرة !!
حين التقيته، كانت عدن غير مستعدة للدخول في صراع مع صنعاء اذ كانت دولة الجنوب الفتية مشغولة بتبعات الاستقلال، ولهذا عاد اللواء علي السلال من عدن إلى والده المشير الذي نصحه بعدم معارضة النظام في صنعاء ، فقد خبر المشير السجون والمؤامرات وحياةالسلطة وخارجها التي قضاها بين بغداد والقاهرة وايطاليا حتى عاد إلى أرض الوطن في الثمانينيات في عهد الرئيس علي عبدالله صالح.
بعد خروجي من السلطة وعدن التقيت مع المشير السلال في صنعاء، وقال لي يومها: "أنا لن أقدم لك شيئا سوى ثلاث نصائح من وحي معاناتي وتجربتي . عليك بالصحة أولاً، والصبر ثانياً والتفاؤل ثالثاً ، والزمان كفيل بحل كل شيء." وبرهنت لي الأيام أنها كانت هدية ثمينة من سياسي حكيم..
ويبدو أنه قد نصح ابنه بهذه النصائح قبلي ولذلك اكتفى اللواء علي بما وصل إليه والده من مجد وتاريخ مشرف ولم يفكر في العودة إلى السلطة قانعاً بعضويته في مجلس الشورى وهيئة رقابة مخرجات الحوار الوطني.
رحمة الله على المناضل علي عبد الله السلال الذي خسر الشعب والوطن بوفاته مناضلاً كانت له مواقف مشرفة في الدفاع عن الثورة والوطن.
للفقيد ووالده المجد والخلود.
إنا لله وإنا إليه راجعون