مقال للرئيس علي ناصر محمد:رحيل آخر حكماء اليمن

شاء مطلع هذا العام إلّا أن يزيد أحزان اليمنيين حزنا فوق احزانهم، وألماً فوق آلامهم برحيل المناضل الكبير الشيخ سنان أبو لحوم صباح اليوم السبت 9 يناير 2021م، إلى الرفيق الأعلى.
وبرحيل الشيخ سنان رحل آخر حكماء اليمن الذي يعد من أبرز الزعامات والقيادات اليمنية في القرن العشرين.
 عُرف الشيخ سنان بمعارضته لنظام بيت حميد الدين في صنعاء وجرت ملاحقته فغادر الى بيحان ثم عدن عام ١٩٥٩م حيث انضم إلى المعارضة فيها وخارجها وتابع النضال حتى قيام الثورة عام ١٩٦٢م.
بعد ذلك عاد الشيخ الحكيم إلى صنعاء ليشارك في الدفاع عن النظام الجمهوري وتحمل بعض المسؤوليات الحكومية.
يُسجل أيضاً للشيخ سنان دوره في توثيق مرحلة من تاريخ اليمن وهذا ما لم يفعله أي سياسي يمني آخر قبله، لا سيما وأنه  عاصر كل المراحل والظروف الصعبة التي مرّ بها اليمن وكان حاضراً وشاهداً ومؤثراً ومشاركاً في هذه المحطات التاريخية، كما يُحسب للشيخ سنان معارضته لحرب ١٩٩٤م . ونحن نعتز به وبتاريخه ومواقفه الوطنية في الثورة والدولة والوحدة.
ينحدر  الشيخ سنان من أسرة عريقة مناضلة ومنها المناضل علي أبو لحوم الذي جرح في اليوم الأول للثورة أثناء الاستيلاء على إذاعة صنعاء كما علمت.
تعرفتُ إلى الشيخ المناضل سنان أبو لحوم لأول مرة في عدن،  ثم تواصلت لقاءاتنا في صنعاء والحديدة والقاهرة وعمان وبيروت وغيرها من المدن العربية والأوروبية، وكنتُ أحرص أن أزوره في منزله في القاهرة في كل زيارة لي إلى مصر، ويعاتبني بودٍّ شديد إذا تأخرتُ عن زيارته ويسأل عني باستمرار مرافقه ناجي وأولاده الذين أعتز بهم كامتداد للراحل الكبير رحمه الله. 
تعازينا الحارة لهم جميعا: عبد الرب وعبد الوهاب وحميد وعدنان وسبأ وإياد وللأستاذ محسن العيني والشيخ محمد علي أبو لحوم ولكافة آل أبو لحوم ..
لقد خسرتْ اليمن بوفاة الشيخ سنان أبو لحوم رجلاً مناضلاً وحكيماً أفنى حياته في سبيل اليمن وعزته وكرامته، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.

إنا لله وإنا إليه راجعون .