العيسي بشهادة خصومه قبل أنصاره

منذ سبع سنوات ظلت الحرب الإعلامية مستعرة؛ توجه سهامها صوب الشيخ/ أحمد العيسي حتى تثلمت سيوفهم ،وتكسرت نبالهم، وتحطَّمت رماحهم على جدار صمته؛ دون أن ينالوا منه،فلم يجدوا أمامهم بعد إنقضاء عدتها سوى الاعتراف بمواقفه المشرفة التي فشلوا في طمسها،أو تشويهها عند أنصاره وخصومه على حد سوى،لأن الناس لا يجمعون على الكذب  .
ملأوا الدنيا ضجيجًا وعويلًا العيسي تاجر الحرب،العيسي احتكر استيراد النفط،ومع كل هذا الصراخ والعويل لم يقدموا دليلًا واحدًا يدينون به الرجل، وكل ما يرددونه كلامًا إنشائيًا مرسلًا دون حجة،أو دليل ،وهذه لعمري بضاعة المفلسين،وديدن العاجزين،لأن الصادق لايحتاج إلى حلف اليمين،و الواثق لايحتاج للتبرير .

تأتي الحرب ضد الشيخ/ أحمد العيسي ضمن سياقات متعددة، تداخلت فيها العوامل السياسية والاجتماعية، والمحلية والإقليمية فجمعت فجور الخصومة  من أطرافها،والأحقاد المناطقية بكل ضغائنها، وأحقادها،فأعماها فجورها؛ فلم تر بعين الإنصناف،وأصمَّها حقدها فلم تسمع بشرف الخصومة،بعد أن عجزت عن مجاراته كخصم سياسي عنيد،انطلق من ذاته،وبذاتها، وهذا يذكرها بعجزها وخورها وحاجتها الدائمة  للاعتماد على الأخرين .
لو يملك خصوم العيسي مايدينوه به لما احتاجوا لنسج المعلقات الطِّوَال التي تقدح في الرجل،وتحمله مسؤولية ما هو من اختصاصة،وما ليس من اختصاصه، لانعدام الموضوعية في تقييم الأخر كإنسان له ما له،وعليه ما عليه،دون إفراط أو تفريط .
لو كان هؤلاء صادقين فيما يدّعون أن الرجل محتكر لاستيراد المشتقات النفطية لماذا أرست أكثر عقود المناقصات عليه أبان تولي خصومه ؟ فإن شاب هذه المناقصات فسادًا فهو يدين خصومه  قبل أن يدين العيسي نفسه ،وأن كانت سليمه فعلام النواح ؟ 
الذي لم توقفه قرارات تحرير استيراد المشتقات النفطية الذي أصدره  رئيس حكومة الغفلة،قبل أن يحرر مرتبات الجيش والأمن،ليقف بعدها عاجزًا عن معالجة تدهور أسعارها في السوق المحلية الذي وصل اليوم إلى الضعف،وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا لم نعد نسمع بكائيات احتكار النفط ؟ ولا شكوى غلاء أسعاره، رغم مضاعفة سعرها مرتين عما كانت عليه أيام احتكار العيسي بحسب زعمهم !
فسكوتهم اليوم يدل على زيف دعواهم بالأمس، إذ لو كان هؤلاء يملكون دليلًا واحدًا لإدانة العيسي لطاروا به كل مطار،ولأسمعوا به الأصم،ولأروه الأعمى قبل المبصر .
لكنهم لم يظهروا سوى العقلية التي يديرون به معركتهم مع شركاء الوطن،فلو كان الشيخ/ أحمد العيسي من بني جلدتهم - وفقًا للعقلية المناطقية التي يديرون  بها  معركتهم مع الأخرين - لكان ملاكًا،أو قديسًا،أو وليًا من أولياء الله الصالحين،لكن قُدِّرَ للرجل أن يكون بدْوِيًّا من أبين، لذا لم يعد أمامهم لرد هذا القضاء إلا دعوة  الله بإن تعقم أرحام نساء هذه المحافظة لكي لا تلد رئيسًا،أو وزيرًا،أو متميزًا ليُفْسَح المجال أمامهم ليأخذوا الفرصة التي طال انتظارها !
لو كان العيسي متوشحًا بعلم دولة أجنبية لكلَّلته هذه الأبواق بتيجان المجد،وأوسمة البطولة، لكن قُدِّرَ للرجل أن يكون في صف الوطن الذي تكالب عليه أبناؤه قبل أعدائه .
لو كان العيسي تاجرًا بخيلًا مقترًا لما سمع به أحد ؛ولكفى نفسه ما ألحقه به كرمه،قبل أن يكفيها شر خصومها .
لو ادَّخر العيسي ما ينفقه في علاج المرضى،وأغلق بابه في وجوه  ذوي الحاجات لكفى نفسه حسد الذين يريدون مجاراة أهل الفضل ولا يريدون أن يدفعوا ثمنه .
لولا المشقةُ لسَادَ الناسُ كلهم** الجودُ يُفْقِر والإقدام قتالُ .
آتُوني بتاجر شمالي أو جنوبي؟ عُرف بين الناس بالكرم ؛وشهد له خصمه قبل صديقه بالمرؤة مثل أحمد العيسي،وسأكسر قلمي،وأعتذر عن كل كلمة كتبتها .
                سعيد النخعي
             3/يونيو/2021م

مقالات الكاتب

الطبيب الإنسان

كنت طفلًا صغيرًا حين كانت أمي تحملني على ظهرها في فوج من النسوة؛ فيهن الراجلة على قدميها، والراكبة ع...