هل ستنجح الجهود العمانية في إنهاء حرب اليمن ؟

اعتمدت السياسية العمانية على مبدأ الحياد من مختلف الصراعات الإقليمية في المنطقة،والاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع محيطها الإقليمي،من خلال الإلتزام بمسار الدبلوماسية الخارجية الذي حدَّدته مسقط لنفسها،المبني على مجموعة من الأساس التي قام عليها العقد السياسي الحديث للسلطنة،كالموقع الجغرافي،والبعد التاريخي،والخصوصية الاجتماعية،والمذهبية،وانعكاساتها المباشرة على مصالحها الاستراتيجية،وهذا ما التزمت به الدبلوماسية العمانية لأكثر من ثلاثة عقود خلت ؛من مختلف الصراعات التي شهدتها المنطقة،فاستطاعت النأي بنفسها عن تجاذباتها، والاحتفاظ بعلاقات ندَّية مع دول المنطقة،والوقوف بمسافة واحدة من الأطراف المتصارعة في هذه البلدان،ومنها اليمن التي تعد عمقًا استراتيجيًا لأمنها الداخلي،فاقتصرت تدخلاتها - المشوبة بالحذر - على ما يخدم أمنها فقط، دون الإقدام على أي خطوات متهورة؛ تعارض نهجها، أو القفز على تجربتها في إدارة صراعاتها السياسية السابقة؛كصراعها  مع جنوب اليمن،أو نزاعاتها الحدودية مع الرياض،وأبوظبي،فلم تتأثر بجشع الأطماع التي سال لها لعاب بعض الدول،مقابل احتفاظها بلعب دور مؤثر في مجريات الصراع الدائر في اليمن؛ دون إثارة أي طرف من الأطراف المحلية، أو الإقليمية عليها،لتصبح البلد الوحيد المهيئ للعب دور الوساطة دون منازع.
فاستضافت مسقط عددًا من جولات المفاوضات السرية بين الرياض وطهران،برعاية،ومباركة دولية، وحرص عماني على استبعاد خصمها اللدود أبو ظبي،من مباحثات تقريب وجهات النظر بين طهران والرياض،للضغط على الأطراف اليمنية الموالية لكل  منهما،والدفع بها نحو الحل،لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن منذ سبع سنوات، مما دفع أبو ظبي لتحريك أوراقها للفت الإنظار إليها؛لاشراكها في لعب دور؛يضمن لها الوصول إلى ما تطمح إليه في اليمن ، تحرك لم تلتفت إليه الرياض وطهران ومسقط معًا،بعد أن وجدت أبوظبي نفسها في مرمى سهام الحليف،والخصم ،والوسيط معا .
وهذا ما كشفته الزيارات المتكررة لوفدي الشرعية،والحوثيين للعاصمة العمانية،و زيارة وفد الوساطة  العمانية للرياض،وصنعاء،كما ظلت مسقط وجهه دائمة للمبعوثين الأممي، والأمريكي لليمن، في الوقت الذي لايزال وكلاء أبوظبي مشغولين بتنفيذ اتفاق الرياض الذي يبدو أن الوقت قد تجاوزه،وأصبح من غير المعقول، ولا المقبول العودة للحديث عن عودة الحكومة إلى عدن،في الوقت الذي تجري فيه المفاوضات لفتح مطار صنعاء،وميناء الحديدة ،وانسحاب الحوثيين من مأرب،تمهيدًا لعودة الرئيس إلى صنعاء،ونشر قوات دولية،إذا ما نجحت الوساطة العمانية في تنفيذ ما اتفق عليه وفدا الشرعية والحوثيين في مسقط،كمدخل يؤسس  لإنهاء الحرب،والدخول في مفاوضات شاملة لصياغة عقد سياسي جديد لليمن،برعاية أممية .
               سعيد النخعي
           10/يونيو/2021م

مقالات الكاتب

الطبيب الإنسان

كنت طفلًا صغيرًا حين كانت أمي تحملني على ظهرها في فوج من النسوة؛ فيهن الراجلة على قدميها، والراكبة ع...

خازوق هادي

ضحت الرياض بالشرعية، والقرارات الدولية المتعلقة بها، في أول موعد غرامي مع الحوثيين تزامنًا مع موسم ا...