الرئيس علي ناصر محمد يكتب.. الثورة التي غيرت مجرى التاريخ في الوطن العربي

يصادف اليوم الذكرى الـ 69 لثورة 23 يوليو المجيدة في مصر، وهي بحقّ ثورة كل العرب من المحيط الى الخليج، وليس الشعب المصري وحده.
وكحقيقة راسخة عندما تنهض مصر تنهض معها الأمة العربية من المحيط الى الخليج، وحدث هذا فعلاً في فترة المد القومي والتحرري ومقاومة الاستعمار وقواعده..
بقيام ثورة مصر تحققت لشعبها منجزات عظيمة منها أن الحكم أصبح وطنياً لأول مرة في تاريخ مصر، منذ عصر الفراعنة، جلاء القاعدة البريطانية من السويس، بناء السد العالي، بناء جيش وطني واستقلال القرار الوطني، تأميم قناة السويس، إنشاء صناعات ثقيلة منها مصانع الصلب والحديد في حلوان، الإصلاح الزراعي، مجانية وتطوير التعليم الذي استفاد منه الشعب المصري واليمني والشعوب العربية، التطبيب المجاني والتأمين الصحي، محاربة الاستعمار وقواعده في المنطقة العربية وغيرها.. قيام حركة عدم الانحياز التي أسسها القادة العظام آنذاك: عبد الناصر، تيتو، نهرو.. ودعم حركات التحرر الوطني العربية والافريقية والامريكية اللاتينية ووضع القضية الفلسطينية في الأجندة الدولية في حركة عدم الانحياز والأمم المتحدة.
وفي افريقيا، إحدى دوائر السياسة الخارجية المصرية، كانت مصر من مؤسسي منظمة الوحدة الافريقية التي اتخذت من أديس أبابا مقراً لها (الاتحاد الافريقي حالياً) وكانت القاهرة وأديس تسعيان لحل الخلافات الأفريقية - الأفريقية عبر الحوار وليس عبر الحروب..
وتبنت مصر عقد القمم العربية وبثت الروح في جامعة الدول العربية التي تحولت في عهده إلى بيت للعرب جميعاً.
وساندت ثورة مصر عبد الناصر بسخاء ثورتي اليمن شمالاً وجنوباً، وقبلها الثورة الجزائرية، عسكرياً وسياسياً وثقافياً وتعليمياً وإدارياً ومالياً، وبفضل هذا الدعم الكبير الذي لا سابقة له في العلاقات العربية – العربية صمدت الجمهورية في الشمال وتحقق الاستقلال في الجنوب عام 1967م.
كان قرار مصر بدعم ثورتي اليمن ذو بعد استراتيجي عروبي في الصراع العربي – الإسرائيلي، وهو ما أدركته القوى الاستعمارية وإسرائيل وقوضته بعدوانها عام 1967م. ومعلوم أن اليمن يتحكم بالبوابة الجنوبية للبحر الأحمر بينما تتحكم مصر ببوابته الشمالية، وفي حرب أكتوبر 1973م أغلق البلدان البوابتين أمام الملاحة المدنية والعسكرية الإسرائيلية مما عظم من فرص النصر في تلك الحرب المجيدة.
وتاريخياً ارتبطت مصر واليمن منذ القدم بمصالح استراتيجية حيوية وعلاقات تجارية وتاريخية تستوطن حضن الزمن الواسع، وزاد من عمق علاقات البلدين الامتداد الجغرافي والتأثيرات الحضارية والثقافية، الدينية واللغوية والأهداف القومية المشتركة… تلك العوامل الإنسانية التي كان لها تأثيرها الكبير حتى اليوم من منظور استثنائية هذه العلاقات في توحيد مصالحهما لخدمة شعبيهما وكل البشرية.
وبهذه المناسبة نحيي مصر شعباً وحكومة ورئيساً على موقفها السياسي لدعم القضية الفلسطينية، وقد كان دورها حاسماً ومهماً في وقف العدوان على قطاع غزة ومحاولة اجتياحها نصرة للقدس والمسجد الاقصى، وقد رحبت الجماهير العربية بهذا الموقف القومي لمصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي..
التحية الصادقة للشعب المصري العظيم صانع هذه الثورة وقيادته، وصانع هذه النهضة التي تشهدها مصر اليوم، مع التمنيات بالمزيد من التقدم والازدهار والاستقرار والسلام..

وكل عام وأنتم وأمتنا العربية بخير..

مقالات الكاتب

أوقفوا الحرب في جنين

نتابع بقلقٍ بالغ ما يحدث في مدينة جنين الفلسطينية منذ أيام بين قوات الأمن الفلسطيني وشباب المقاومة،...

الزلزال السوري

شهد التاريخ العربي صعود وزوال دول من أبرزها الدولة الأموية التي اتخذت من دمشق عاصمة لها وانطلقت منها...