استغلال التحالف للورقة الإنسانية لإيجاد مخرجًا من اليمن

استمرار الانهيار المتسارع للريال اليمني بات ينذر بمجاعة وشيكة؛تهدد حياة اليمنيين،في ظل صمتًا مطبقًا لدول التحالف التي ساقت اليمن إلى زريبة البند السابع،الذي نصبها وصيًا عليه حتى يبلغ ساسته سن الرشد!
يبدو أن التحالف قرَّر استغلال تداعيات الوضع الإنساني،لإعادة توظيفها  كخيار بديل لفشله العسكري،لتجاوز حالة الركود السياسي للأزمة اليمنية،لاستعطّاف الخارج لإيجاد مخرجًا له من مستنقع اليمن ،على وقع صدى المجاعة،مما يوحي أن خيار استغلالها بات خيارًا مطروحًا؛ لخلق رأيًا عامًا في المجتمعات الغربية؛للضغط على أنظمتها لفرض مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن،بعد أن عجز التحالف عن فرضها على الحوثيين عسكريًا،أو إقناعهم بها سياسيًا،بعد فشل كل جولات الحوار مع الحوثيين التي لم تشفع لها مبادرات حسن النية بوقف إطلال النار من جانب واحد عدة مرات، ولا تسليم المواقع  في الحديدة لهم دون أي قتال،ليلجأ بعدها لاستغلال الورقة الإنسانية،بعد خيباته المتتالية،  كمحاولة منه للفت نظر المجتمع الدولي، للضغط على الحوثيين للذهاب إلى الحل،لا لعجزه عن  دفع وديعة لاتتجاوز ثلاثة مليار دولارا فقط، لإنقاذ بلد تقع تحت وصايته ،في الوقت الذي  يغدق عشرات المليارات من الدولار لكسب ودّ خصومه،بينما يقف موقف المتفرج من مجاعة  تهدد حياة ملايين اليمنيين جرَّاء انهيار العملة المحلية التي تستمد أنفاسها من كمامة الودائع السعودية ،بعد الحضر الذي فرضه التحالف على صادرات اليمن من النفط والغاز، وتحويل منشآته إلى ثكنات عسكرية،وترك بقية الموارد الأخرى غنيمة للمليشيات المتصارعة .
ليعود لاستغلال الوضع المتفاقم،لخلق واقعًا أكثر مأساوية، لاستعطاف تدخل المجتمع الدولي،لفرض حلًا يضمن خروجه بأي ثمن،ولو على حساب فشل أهدافه،بعد أن تأكد له أن الاستمرار في اليمن مغامرة لن تؤدي إلا  إلى غرقه في مستنقع الاستنزاف،في بلد ظل الصراع ثابتًا تاريخًا من ثوابته، بسبب جواره للدول المتخمة بأموال النفط،التي لم يستطع الخروج من عباءة التبعية لها في زمن السلم،ولا كسر قيود وصايتها عليه في زمن الحرب.
              سعيد النخعي
       6/ديسمبر/2021م

مقالات الكاتب

الطبيب الإنسان

كنت طفلًا صغيرًا حين كانت أمي تحملني على ظهرها في فوج من النسوة؛ فيهن الراجلة على قدميها، والراكبة ع...