الشيخ أحمد العيسي يتكفل بعلاج الفنان أيوب طارش

الشيخ/ أحمد العيسي مثالا للجود والعطاء والنخوة ، سباقا لفعل الخير ، اتعبت صنائعه أعدائه،وارهقت الصغار الذين يريدون مزاحمة الكبار أفعاله،كلما أسرفوا في الكلام زاد في الأفعال ، وكلما عجزوا عن فعل المكارم التي لايقدرون على ركوب خطوبها ، ولاتحمل أعبائها ، حث الخطأ في دروبها ، وتحمل مشاقها وصعابها ، فماضرَّ أبا صالح مايقولون ، ولا أكترث بما يفعلون ، هو هو ، وهم هم ، وهكذا هي الرجال أفعال لا أقوال .
الفنان أيوب طارش بلبل اليمن الصدَّاح ، الذي أطرب اليمنيين بصوته الشجي ، والحانه الجميلة ، غنَّى للوطن ، وانشد باسم اليمن،وردّد اليمنيون معه( فلتعيشي يابلاد في علاء وسداد) غنَّى للوطن من أعماق أعماقه ، وهب له عمره وفنه ، دون أن يسأل أحدا ، كما لم يسأل أحد عليه أيضا ، ألمَََّ به المرض ، واشتدت وطأته عليه ، فلم يشتك ألآم المرض ، ولم يشك للناس عوزه وحاجته ، ذهب للعلاج دون أن تكلف الجهات الرسمية نفسها حتى السؤال عن صحته؛ ولو بمكالمة هاتفية من أي مسؤول في الدولة.

قاسى أيوب ألآم المرض وحده ، وتحمل ويلات العوز والحاجة لنفسه،دون أن يتسخط من التقصير في حقه، أو يتذمر من تجاهل الدولة له، وبمجرد أن سمع عيسي الخير بمرض أيوب طارش؛ تبرع بكل تكاليف علاجه على نفقته الخاصة ، من بين أكثر من ثلاثين مليون يمني انبرى أبو صالح لها ، لله در المواقف هي وحدها من يميز الدينار الذهبي من المغشوش ! وتفصح عن أصالة المعادن ،وكريم الشمائل،لم يفعلها غيره لا جهة رسمية، ولا أهلية ، ولا أحد من رجال الأعمال اليمنيين وما أكثرهم !

انبرى لها أبو صالح كعادته في المدلهمات والخطوب ، وهكذا هم العظماء لايتوارون أو يحتجبون ، أو يدسون روؤسهم في الرمال حتى تتوارى العاصفة .

ما أكثر الذين يملأون الدنيا صراخا وعويلا باسم الوطن تارة ، وباسم الإنسانية تارة آخرى في غير وقتها وأوانها، وما أقلهم حين يدعيهم الواجب ، أو تطرق أبوابهم الحاجة .

ما أكثر المداحين الذين يسطرون الخطب التي تذرف لها الدموع ، وتقشعر منها الجلود ، وهم يصفون عمالقة الورق ، والطوائيس المنتفشة خيلاء وغرورا ، في حين يحاولون النيل من هامات الجود والنخوة ، وهكذا هي السنبلةالممتلئة لاتُرى بين السنابل الفارغة 
مَلأَى السَنَابِلُ تَنْحَنِيْ بِتَوَاضُعِ ** والفَاْرِغَات َرُؤُوسُهُن شَوامِخُ

ليت مداحين أفعال السراب ، وبطولات الوهم ، يكلفون أنفسهم زيارة مستشفيات القاهرة ؛ التي تعد أكبر سوقا لعلاج اليمنيين ، ليروا بأعينهم كم أناس انقطعت بهم السبل تكفل بأيوائهم عيسي الخير ! وكم من مريض معدم لايجد قوت يومه تكفل بعلاجه عيسي الخير !

ليت شهود الزور يرون ذوي الحاجات يتهافتون عليه بمجرد علمهم بوصوله إلى القاهرة ،فلا يرد سائلا ، ولا يمنع عطاءه محتاجا ، ولا يميز بين صغير أو كبير ، غني أوفقير ، رفيع أو وضيع ، ترى اليمنيين من كل محافظة، من كل مدينة وقرية ، على امتداد رقعة اليمن الكبير يتهافتون على بيته وكأنه ديوان وزارة أو مصلحة حكومية نشطة .

رأيت الناس أعداء ما يجهلون ، وضحية مايسمعون ، فرفعوا من شأن الوضيع الذي لايهزه خطب أو كرب ، وأنزلوه منزلة الكرام أهل الجود والنخوة ، وليتهم يعلمون حقيقة مايقولون أو يفعلون ، في حين صوّبوا سهامهم تجاه كل خيّر ، وشحذوا السنتهم لشتم كل شريف ، وسخروا أنفسهم لمحاربة كل مخلص .

سيطول ليل هذا الشعب ، وستظل مآسيه تتفاقم حتى يتوب عن هذا الجحود ، ويقلع عن عادة النكران ... فما أكثر الذين رفعناهم على أعناقنا وهم ولايساوون شسع رجل، وما أكثر الذين قدحنا فيهم بالهمز والمز والتخوين وهم في خدمة الناس متفانون، وللخير سباقون ، وللمعروف فاعلون ... لكن الفحَّام لايعرف ثمن مافي يده؛ فحين لم تألف يده إلا الفحم انكر الجواهر حين وقعت بين يديه .

مقالات الكاتب

الطبيب الإنسان

كنت طفلًا صغيرًا حين كانت أمي تحملني على ظهرها في فوج من النسوة؛ فيهن الراجلة على قدميها، والراكبة ع...