وحيد الوضيع الذي عشقها حتى النّفس الأخير
رمزي الفضلي
في أعماق مدينة الوضيع حيث تتداخل خيوط الحياة اليومية ببساطتها هناك قصة إنسانية ترويها الأيام قصة &nb...
بصراحة القول والعبارة قد يهرب البعض من"الاقتراب عن السياسة" خاصة من هم كانوا يأتون إلى جزر سقطرى خاصة واليمن الجنوبي عامة في السبعينيات من القرن المنصرم " قرن العشرين " وهم حالياً في الشرق الاوسط مراقبون لواقع جزر سقطرى اكثر وبدقة ، لأنهم رؤوا ذلك واقعاً عن قرب ، في ظل تواجدهم حينذآك ..!
ناهيكم عن قراءاتهم ودراساتهم أو كتاباتهم للعديد من المقالات التي لربما قد تم نشر من قبل أو البعض منها في الصحف الروسية اوف واون لاين بـ"الروسية طبعا" والبعض منها أُوروبية وأجنبية أخرى .. لكن حينما تطرح عليهم قراءات تداعيات الصومال بجزر سقطرى ربما يجد الامر مرتبكاً ليذهب بقوله .. فماذا اردّ على سؤالك كهذا ..؟!
السؤال ما نص عليه عنوان المقال ..!
حقيقة يضعك في هذا القول .. إنك حر في تعبيرك وفيما تطرحه من خلال قراءاتك لواقع اليوم لهذه التداعيات ، أن موضوع التداعيات "تهديد الصومال" ليس لليمن فقط بل لشعب سقطرى من الخطر القادم ومن المجهول ..!
فيجب التركيز على هذا الموضوع من اساسه ، وحث " الجنوب العربي " بشأن هذه المخاطر حتى ولو تطرّق الامر في حق " الاستفتاء لجزر سقطرى" وضمان عروبتها بقوّة الوعي الثقافي المجتمعي داخل جزر سقطرى كقضية قومية واقعية لموضوعنا الرئيسي هذا ..
قد لا تهتم " دولة الجنوب العربي " بعد إستقلالها أن شاء الله لهذه المساءلة ، ولكن ستقع في فخ أخر وقد تندم عليه ، وحتث نقراء أو نسمع من المتابعين للوسائل الاجنبية المختلفة لهذا الرآي لن يتناولوا في الوقت الحالي مثل هذه التداعيات إلا في حينه..
ان سقطرى جزء من الجمهورية اليمنية رسمياً في نظر الدول حالياً والجنوب عند الاستقلال الثاني من اليمن ، التي لها علاقات رسمية وتاريخية وتقليدية جيدا جدا مع الدولة اليمنية " وبالجنوب العربي خاصة ـ جنووب اليمن سابقاً " ، ولكن أن حدث متغيّّرات في واقع القريب أو البعيد بشأن قضية جزر سقطرى مع بعض النوتات التي ترسلها الصومال عبر تسريبات رسمية أو غير رسمية بشأن تلك التدعيات باحقيتها بجزر سقطرى سيادياً ، اي قبل ما يحدث شيء حقيقي من تلك الادعاءات الكلامية الصومالية ، لايهمه المجتمع الدولي في هذه اللحظة جزر سقطرى حالياً بشأن مناقشت تلك التداعيات المبطنة وبضمانات دولية وحسم الموضوع قبل فوات الأوان ، وفقا للقوانين الدولية وما يضمن طريقة انتقال الحقوق علي اساس المعاهدات الثنائية بين الدول والاطراف المتنازعة على الحدود أو المياه الأقليمية وفقاً للخارطة السياسية المعترف بها دوليا مع ضمان حق الجزر في خصوصيتها مع دولة الام ..
الصومال بل الصوماليين أزعجوا انفسهم بهذا الحلم " احلام اليقظة " بتلك التداعيات جزافاً ووفقا للأعراف التاريخية ، لم تكن سقطرى "صومالية" ابدا عبر عصور التاريخ ..!!
لأن لو ذهبت بنفسها إلى هذه المطبّة الخطرة سياسياً فهي الخسرانة في الحالتيين حرباً أو سلماً ـ وأن لم تستطع اليمن أو الجنوب خاصة " إتباث أحقيتها فأن المجتمع السقطري مستعدون لدفع بورقة تاريخية ولغوية واجتماعية واقعاً مشهود قبل الانظمة الجديدة التي اتت في نهاية الستينيات من القرن العشرين " النظام الجمهوري ـ قوميات العرب " الزائفة بنظام كهنوتي جديد..!
وهذا ما لا تعترف به المحكمة الدولية بـ "صوملة سقطرى" ابداً ..
فحذاري ايها الصوماليين من هذه المغبّة التاريخية ،
لأن تفضل التفكير الاستراتيجي والتاريخي على التفكير التكتيكي ياصومال .. هو الاساس ..
ماذا اقصد؟ .. اقصد ان لوكان المجتمع الدولي والاقليمي ذوو صلة بواقع مجريات ومعطيات المؤتمرات الدولية التي صانت حق الشعوب والمجتمعات الاصيلة " الاقليات " وغيرهم ، منطلقون من معرفة الماضي والحاضر والرؤية الشرعية "المنطلقة من الحقائق التاريخية والقانونية المعترف بها عالميا" حينها سيدرك الصوماليين والصومال حكومة وشعباً من انّ هذه الضجة الاعلامية حول إدعاءاتهم باحقيتهم في " جزر سقطرى "داخل النت والمواقع الإلكترونية المختلفة لن تفيدهم بشئ في الواقع .
و لان الرد التكتيكي - أي الرد السريع الفوري بالنفي لتلك الادعاءات التي لاقيمة لها ، يؤدي الي نتيجة عكسية تماما وهي اعطاء شيء أكثر من واقعه..! وبالتعبير والدفاع عن وجود الآخر في أحقيته بنفسه عن ممن يدعي تبعية الأخر إليه ..
اذا رد الناس بمثل تلك العصبية علي تلك الإدعاءات الفارغة فيعني ذلك يمكن أن يوجد هناك شيء من "صدق" بداخلها ..؟..
فخذاري أخوي لكم أيها الصوماليين عن تعابيير الاحلام أو السخرية بالأخر ، وانتم قوماً دو أصالة يجب أن تحافظون على اصالتكم بعيداً عن لُغة الضم والسطو بالقوة ، لأن القوة تأتي بقوة أعنف منها ولو بعد الف عام ..!
ونحنُ كناشطون سقطريين مستعدون لمقاضاة الصومال وفقاً للحُجج التاريخية واللغوية الاجتماعية والثقافية في المجتمع الدولي وبالذات متى ما اتجهت القضية إلى محكمة العفو الدولي ، اما تلك الضجة وتلك الإدعاءات ما هي إلا زوبعة في فنجان بلا حُجة أو براهان في احقية الصومال بجزر سقطرى ، إلا بالسطو عنوةً فهذا شأن أخر ..
قد يكون الامر واقع ولكن من اتجاه آخر، نجد تحريض الصوماليين داخل مجتمعهم أو من الجهات المقتربة من سلطاتهم المتعددة خطير على الصومال نفسها وليس على الصومال فحسب بل على سقطرى أيضاً ، وليس على سقطرى مرة أخرى بل على اليمن خاصة والوطن العربي والاقليم الشمالي الغربي للمحيط الهندي عامة.
يا ترى ما هو السبب لهذا التحريض..؟
قد يكون هو "إعادة توجيه" احتجاج الناس الصوماليين من المشاكل الداخلية الذاتية الي "مشكلة وهمية حدودية" وذلك بغرض تشكيل المناخ الملتهب من اجل زج المجتمع في "حرب مظفرة" ضد دولة مجاورة وقعت في حالة الضعف بسبب او آخر في حالة تفاقم الموقف الاقتصادي والسياسي الداخلي.. وها هي الخطورة الحقيقية الكامنة في الإدعاءات الصومالية. فهل الصومال تفرش عظلاتها ذات يوماً بشأن جزر سقطرى وهل يمكن فضح وكشف أو سكوت المجتمع الدولي عن هذا الامر لو فعلاً صار واقعاً لا سمح الله ..؟؟!