ذكريات في عد.ن... الفنان محمد عبده... والرئيس علي ناصر محمد.. والزمن الجميل
توفي اليوم ال ٤ من مايو ٢.٢٤م الشاعر السعودي الأمير بدر عبدالمحسن .. وهو الشاعر السعودي...
تذكّـروا جيدا وأنتم تخوضون كل هذا الهرج والمرج أن الأوضاع بشأن الأزمة اليمنية والقضية الجنوبية متداخلة ومعقدة أشد تعقيدا يستعصي فهمها كليا، ليس من اليوم بل منذ قرابة ثلاثة عقود ،زاد تعقيدها وتداخلها تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الأخير من قوى شمالية متنافرة فيما بينها بالشراكة مع طرف جنوبي يجاهد لاستعادة دولة الجنوب، أي اننا امام مجلس هجين من الأضداد، يحمل بذرة فشله داخله،وسينفجر المرجل لحظة رفع اليد الخليجية عن غطائه.
فلا هناك دولة ولا جمهورية من أساسه بيد الأعضاء الشماليين بالمجلس الرئاسي حتى نختلف عن الحفاظ عليها من عدمه، أو نهتز من يمين غموس قطعناها للحفاظ عليها والانخراط بها، فإن كان هؤلاء وأحزابهم يتحدثون أنهم يناضلون لاستعادة الدولة والجمهورية من الحوثيين،فأنّـى لهم الحفاظ على أشياء ليست بيدهم؟. كما أن هذا يعني بالضرورة ألّا وجود لدستور يمكن أن يؤدي يمينه زيد او عمرو،باعتراف هؤلاء الذين أقسموا على الحفاظ عليه،فيكفي أن نذكّـرهم أن قرار تشكيل هذا المجلس تم بخلاف الدستور، بل أن إحدى فقرات القرار اشترطت إلغاء كل ما يتعارض معه من مواد وبنود موجودة بالدستور،وحتى اليمين الدستوري اليمني الذي نعرفه تم شطبه والاستعاضة عنه بآخر، وبالتالي كان سيكون من المنطقي أن يقسم هؤلاء اليمين على العمل لاستعادة الدولة والجمهورية ودستورها بدلا من خداع الناس و خداع أنفسهم.وبدلا من ان يجربوا حظهم من جديد بالتآمر على القضية الجنوبية من بوابة المجلس الاتتقالي- كما يعتقدون-.
- وفيما يخص القَسَـم على الحفاظ على الوحدة اليمنية لم نستغرب أن الاخ عيدروس الزبيدي أغفل ذكرها وهو يؤدي اليمين،وتوقعنا ذلك، فهي اي الوحدة اليمنية ليست موجودة منذ تغريبتها الطويلة عام 94،- على الأقل من وجهة نظر الرجُل والمجلس الانتقالي ومن وجهة نظر قطاع واسع من الجنوبيين-. فمن غباء من وضع صيغة اليمين الدستوري الجديد أنه أبقى على فقرة الحفاظ على الوحدة اليمنية لحشر الانتقالي بين حجرتي رُحـى: إما أن يفي الانتفالي بما سيقسم عليه وهذا مكسب شمالي إن حدث ، وإما إحراجه واستنزاف شعبيته أمام جماهيره، ولكن السِحرُ أنقلبَ على الساحر حين وجد الزبيدي ضالته المنشودة بهذه الصيغة ليـغفل منها عبارة الحفاظ على الوحدة اليمنية، ليس خشية من يمين قد يعلق بذمته بل ليصالح بها جماهيره وشعبيته التي اهتزت كثيرا و تضعضعت بشدة خلال الأيام الماضية بسبب قراره الانفرادي بمشاركته السلطة قبل حل القضية الجنوبية مع قوى هي سبب مأساة الجنوب.
مع أنه اي الزبيدي أقسم اصلا تحت عَـلَم الجمهورية اليمنية وتعهد بالحفاظ على سيادتها وأراضيها ودستورها، وإلا هل هناك جمهورية غيرها كان يقصدها ودستور غير دستورها؟. ألم أقل لكم أننا إزاء حالة معقدة ومتاهة متداخلة؟.
-عموما كل ما نشاهده ليس أكثر من حفلة زار سياسي،وشكليات لا تقدم ولا تؤخر، الكل يناكف الكل ، فلن تحل الازمة اليمنية بهكذا أساليب وهكذا توليفة ،اما القضية الجنوبية بالوقت الراهن فهي على الرف.. فلا امتناع الزبيدي عن الحفاظ عن الوحدة اليمنية سيحميه من لظى الفشل ومن حومة السخط الشعبي في حال أحدق عليه شركاؤه بمجلس القيادة والأحزاب التي دخل معها بشهر عسل زائف وهو أمرٌ وارد الحدوث، وأعاد الجنوب الى المربع الاول من العناء، فالتجارب شهود عدول، خصوصا إذا لم يبادر بفتح حوارات واسعة وحقيقية مع كل الأطياف والشخصيات الجنوبية بالداخل والخارج يُـشد بها عضده وينتصر بها لنفسه وللقضية التي يناضل من أجلها.
ولا تعهد أبو زرعة بالحفاظ على الوحدة يعني أن الرجُـل انسلخ عن محيطه الجنوبي،فنحن أمام قرار اكبر من اليمين الدستوري ونعني هنا قرار المشاركة بالحكم،القرار المثير للجدل والريية الذي تتقزم تحته كل الأخطاء والشكليات،ولا هذا اليمين لأبي زرعة سيعيق المسيرة الجنوبية إن تكاتفت الجهود وصفت القلوب وهزمنا مغريات الدرهم والريال، فالثبات على الحق خير وسيلة لتجاوز تداعيات وتبعات القرارات الخاطئة و لنسف المكائد.