هل تمت أحداث عدن بموافقة سعودية؟
خلال فترة الأربعة أيام من الاشتباكات التي شهدتها مدينة عدن مؤخرا، كان السؤال المطروح حينها وبعدها يت...
الهدف الأساسي من "مشاورات الرياض" تعزيز الانفصال وجعله أمر واقع، وكانت الخطة الأصلية (أ) تقضي بأن يتم تعميد عيدروس الزبيدي زعيم الانفصاليين، ومن ثم يصبح حاكم رسمي للمحافظات الجنوبية، بتعيينه نائب رئيس، وإبقاء الكارثة هادي نائم في الرياض. وحين "عصلج" هادي تم الذهاب إلى الخطة (ب) والإتيان بما يسمى مجلس القيادة. ولأن المخرج هو نفسه وأهدافه لم تتغير؛ فقد كيف خطته وقام بإرسال المجلس واضاف له، ثلة ممن بقي من مجلس النواب، وبعض السياسيين إلى عدن والتي تدار من قبل الانفصاليين.
ولأن عدن هي مدينة خاضعة لقوات الانفصاليين؛ فإن كل السياسيين من خارج فصيل الانفصاليين تحت رحمتهم وهم أشبه برهائن لديهم. وفي هذه الحالة تم استنساخ، نموذج ساخر من مجالس صنعاء المسيطر عليها من الحوثيين؛ فعيدروس الزبيدي وإن كان رسميا نائب للعليمي إلا أنه عمليا النسخة الأخرى من "المشاط" فيما عبدالملك الحوثي هو الوصي الخارجي. ومجلس القيادة فعليا هو نفس المجلس السياسي حق الحوثي في صنعاء. ومجلس نواب البركاني هو النسخة الأخرى من مجلس نواب يحي الراعي في صنعاء، ومعين عبدالملك ومجلسه هو النسخة الأخرى من مجلس بن حبتور في صنعاء. و السياسيين من قادة الأحزاب الموجودين في عدن هم في وضع نفس السياسيين في صنعاء بأسم المؤتمر الشعبي وأحزاب اللقاء المشترك التابعين للحوثي. "سبحان من رد العوايد لأهلها"
وعلى هذا الأساس، ستصبح مجالس عدن شرعنة الخطط الانفصالية من خلال إصدار "فرمانات" بأسمها، تُملي عليهم من قبل الانفصاليين، والوصي الخارجي. وقد بدأت بواكير هذه الفرمانات من أول يوم عمل؛ حيث كان أول قرار للمجلس تعيين محافظ عدن الانفصالي وزير دولة، وتعيين انفصالي، رئيس لما يسمى هيئة التشاور والمصالحة، وستشهد الأيام القادمة فرمانات تصب في صالح الانفصال.
مجالس صنعاء وأحزابها الذين هم رهائن عند الحوثيين يُطلقون الصرخة الحوثية صبح مساء، و ملزمين يحضروا "محاظرات" عبدالملك الحوثي، ليس هذا وحسب بل أن يظهروا إنصاتهم بخشوع.
لا يستغرب أحد إذا ما شاهدنا مجلس العليمي والبركاني ومعين عبدالملك يرددوا "تورة تورة يا قنوب" فهم في الأخير سيقولون كما قال من كان يردد الصرخة في صنعاء وفر منها، كنا رهائن ومجبرين وتحت سلطتهم.
لمن عنده ذرة مسؤولية ممن هم في عدن المغادرة ومصارحة انفسهم والعالم والقول لا يمكن أن تكون عدن عاصمة للجمهورية اليمنية وهي فعليا عاصمة للانفصاليين. فكيف تكون عاصمة للجمهورية اليمنية، ومن يحكم عدن ويسيطر عليها هي قوات انفصالية، وعلم الانفصاليين هو المرفوع في شوارعها ومبانيها الرسمية، باستثناء علم يتيم للدولة اليمنية يُسمح برفعه في قصر المعاشيق تحت حماية القوات السعودية. كما أنه ليس من المنطق أن لا يكون لمن يتسنم منصب رئيس الدولة السلطة الفعلية على القوات المسلحة في المدينة التي يحكم منها.
ولهذا؛ إن كان رشاد العليمي ومن معه من السياسيين حريصين على العمل من داخل الدولة، الذهاب إلى مدينة يمنية مثل سيئون أو مأرب أو حتى مخيم يقام في أي منطقة يمنية، وتكون القوات في هذه المناطق تحت سيطرته الحقيقية.
لقد قلتها مئات المرات المشروع الانفصالي هو من دمر الجمهورية اليمنية، والحوثي هو مخرج من مخرجاته، فمن أدخل الحوثي إلى صنعاء، كان راعي الانفصال الرسمي هادي، ومن نظر لإيصال الحوثي إلى صنعاء هو الحزب الاشتراكي، المخطط الفعلي للانفصال. ومن منع أن يُـهزم الحوثي بالحرب هو المشروع الانفصالي. ووفقا لهذه الحقيقة لن تستعاد الدولة ويهزم الحوثي إلا بالقضاء أولاً على المشروع الانفصالي.
الأخ رشاد العليمي الأخ سلطان البركاني، مجالسكم غير شرعية قانونا ودستوريا، تبقى لكم خيط رفيع من الشرعية السياسية وشرعية الإنجاز، وأهمها التزامكم بوحدة الدولة؛ فإذا تنازلتم عنها فلا شرعية لكم، بل أنكم ستحاسبون على ذلك.
بقلم : عبدالناصر المودع