لا احد ينكر مايقوم به صندوق صيانه الطرق من اعمال وجهود كبيره ساهمت إلى حد ما في التخفيف من مشاكل الطرقات غير ان الملاحظ ان دوره في عدن وبعض المحافظات المجاورة لها لا يرتقي ولا يتناسب مع حجم الامكانيات التي يمتلكها و لا يتناسب مع ماهو مامول و متوقع منه فمعظم ان لم تكن جميع هذه المشاريع التي ينفذها الصندوق في عدن عباره عن مشاريع غير استراتيجيه و لا تخدم المدينة و لا بنيتها التحتيه بل هي عبارة عن مشاريع ترقيعيه يمكن للسلطات المحلية في المديريات من القيام بها اذ لا تخرج هذه المشاريع عن اطار القيام بردم حفره او سفلتت وصله او تحسين جوله او رفع رمال متحركه و في احسن الاحوال عمل اشارات مروريه في طريق او شارع و هو عكس مايفعله ويقوم به الصندوق في اماكن اخرى كتعز مثلا إذ نراه هناك يقوم بشق طرقات و سفلتت شوارع باطوال تصل لاكثر من ستين كيلو متر مع انشاء عبارات و قنوات لتصريف مياه الامطار و السيول في هذه الشوارع والطرقات ما يجعل لهذه المشاريع قيمه وفائده على المجتمع .
و حتى لا نسهب او نذهب بعيدآ فمن خلال الاطلاع على نشاط و عمل الصندوق و حجم المشاريع التي ينفذها بعدن و بالرغم من كفاءه و مهنيه قيادته فانه يتضح لنا جليآ ان هناك قصور عند من آخذ على عاتقه تحديد اولويات تلك المشاريع التي يقوم بتنفيذها الصندوق بعدن من حيث الاهميه و الجدوى فاعتمد عمليات الترقيع للطرقات و الشوارع الرئيسيه فقط ( و ان كانت ايضآ مهمه ) على حساب شوارع و طرقات اكثر اهميه فكم كانت ستكون الفائده اشمل و اعم لو تم تاجيل مشاريع الترقيع و القيام عوضآ عنها بمشروع واحد متكامل ( تاهيل و انشاء و شق طرقات ) و باطوال معقوله فكما نعلم ان معظم شوارع عدن الداخليه متهالكه بفعل مامر على هذه المدينة من احداث كما ان هناك العديد من الشوارع الترابيه في بعض الاحياء السكنيه الجديدة التي نشأت خلال السنوات العشر الاخيره بالإضافة إلى وجود شوارع استراتيجيه مغلقه تربط بين المديريات سوف تخدم المواطنين في تنقلاتهم بين المديريات و تخدم الحركة التجاريه و تخفف العبئ على الطرقات و تساعد على حل مشكله الازدحام المروري الذي اصبح يخنق المدينة و يحول عائقـآ امام تطورها فلو آخذ الصندوق بواحدا من هذه الاحتياجات لكان افضل بكثير مما يقوم بعمله من ترقيعات لا جدوى منها .
وختامآ فان عدن اليوم تحتاج إلى عمل حقيقي و جاد ليس في مجال الطرقات و حسب و انما في كافه المجالات التي تعد الطرقات من اهمها و من اهم المكونات لاي نهضه مستقبليه في هذه المدينه و إذا كنا لا نملك الامكانيات الذاتيه الكافيه ليصبح لدينا القدرة على بنا انفسنا نتمنى الاستفادة القصوى مما نتلقاه من دعم سخي من قبل الاشقاء في المملكه العربية السعودية و دوله الامارات العربية المتحده الذين قدمو و يقدمو للجنوب و للشمال على السوا الشي الكثير الاستفادة منه في بناء موسساتنا و توفير الخدمات الضروريه للناس و عدم اضاعه الفرصه و بعثره هذه المساعدات مثلما فعلنا في السابق .