عدن بحاجة لتفعيل مؤسسات الدولة يامحافظ؟!
ماجد الداعري
كنت في مجلس محافظ عدن احمد لملس بجولدمور، العام الماضي تقريبا، ولأول مرة يومها برفقة صديق شبوا...
في خطوة دراماتيكية جديدة قام أعضاء مجلس النواب الاميركي يوم الجمعة الموافق ٢/٢ الحالي على فصل الهان عمر، النائبة الديمقراطية في آلمجلس من عضوية لجنة الشؤون الخارجية بتأييد ٢١٨ نائبًا جمهوريا مقابل ٢١١ نائب ديمقراطي.وكان رئيس المجلس، كيفن مكارثي اكد يوم الأربعاء الماضي (٣١يناير الماضي) في تصريح لشبكة CNN ان لديه الأصوات اللازمة لإخراج إلهان عمر من اللجنة. مع انه واجه في البداية تحديات من بعض النواب الجمهوريين، لرفضهم التساوق مع خياره. لكن بعد ممارسة الضغوط على المعارضين لخطوته اللاديمقراطية،تمكن من حشد كل نواب حزبه خلف توجهه المعادي لحرية الرأي والتعبير، ونجح في فصل النائبة الديمقراطية من اللجنة بسبب مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، والفاضحة والمعرية للسياسات والانتهاكات والجرأةئم الارسرائيلية، واتهامها بالحجة الممجوجة والمفضوحة "معاداة السامية". حسب موقع "إن بي سي" الاميركي
وجاء هذا القرار تاركًا بصمة سلبية في أوساط الديمقراطيين، وأثر في مشاعر العديد منهم لدرجة البكاء لفصل النائبة الهان. ومع ذلك واجهت عمر القرار بصلابة وقوة، وقالت في مؤتمرها الصحفي الذي عقدته في أعقاب جريمة الجمهوريين " تحركات كيفن مكارثي الحزبية لتجريدنا من لجنتنا ليست مجرد حيلة سياسية، بل هي أيضًا ضربة لسلامة مؤسساتنا الديمقراطية وتهديد لأمننا القومي." كما كانت صرحت سابقًا بأن "هناك فكرة محتواها أنك مشتبه به إذا كنت مهاجرا، أو إذا كنت من أجزاء معينة من العالم،او ذات لون بشرة معين، او مسلما، وليس من قبيل الصدفة." واضافت " حسنا،أنا مسلمة، أنا مهاجرة، ومن المثير للاهتمام من أفريقيا، فهل تفاجأ أي شخص بأنني مستهدفة؟ هل تفاجأ أحد من أنني بطريقة ما لا استحق التحدث عن السياسةالخارجية الاميركية؟ أو انهم يرونني صوتًا قويًا يجب أن يكون صامتًا". لانهم عنصريون، ورافضون للآخر، وان كان ولا بد من وجودي ووجود امثالي في الكونغرس، فعلينا الصمت، وان نبقى بمثابة ديكور، لا اكثر ولا اقل.
هذه الخطوة تعكس هشاشة الديمقراطية الاميركية، وغياب المعايير الناظمة لحرية الرأي والتعبير، وحماية الإنسان الاميركي كإنسان بغض النظر عن لونه ودينه او جنسه وعرقه وخلفيته الفكرية السياسية. كما انها تؤشر مجددا الى المآل البائس الذي تنحدر له الديمقراطية الاميركية، وتشي بتغول اليمين الجمهوري الاميركي، وتكشف الكذبة الاميركية عن حرية الرأي والرأي الاخر، وبالتالي هزال الديمقراطية التي تتغني بها الإدارات الاميركية المتعاقبة، وتميط اللثام عن وجه اميركا والغرب الرأسمالي البشع وتفضح ادعاءتهم ب" الدفاع عن الديمقراطية" و" حرية الرأي" و" حقوق الإنسان".
والأخطر انها تكشف عن الكيفية التي تتعامل فيها الإدارات الاميركية المتعاقبة مع مسألة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وتؤكد للمرة الألف، انها منحازة بشكل شبه مطلق لاسرائيل، ولا يرف للمسؤولين الاميركيين جفن، وهم يعلنون عن مواقفهم اللا اخلاقية والمتناقضة مع قرارات الشرعية الدولية، والمعادية للسلام، مع انهم جميعهم يتحدثون بشكل مبتذل عن السلام، وتمسكهم به، ولكنهم في الحقيقة،لا يفهمون من السلام، الا الاستسلام الفلسطيني والعربي، والإذعان المهين لمشاريع ومخططات دولة الاستعمار الاسرائيلية الاجلائية الاحلالية.
والمسألة لا تتعلق بالحزب الجمهوري وأعضائه فقط، في الحقيقة هي مواقف معظم النخب السياسية الاميركية من الحزبين، رغم وجود تحول نسبي بين أوساط الديمقراطيين، كما ان الأمر لن يقتصر على النائبة الصومالية الأصل العربية الأفريقية، بل تشمل كل نائب يدعم ويساند قضية السلام وحقوق الشعب العربي الفلسطيني السياسية والقانونية.
النتيجة ان غلاة اليمين في الحزب الجمهوري باتوا الأكثر تهديدًا للديمقراطية الاميركية المثلومة أساسًا، وتعاني من أزمة بنيوية تاريخية، ومآلها الانهيار ذات فجر غير بعيد، وبعد انهيار الإمبراطورية الاميركية في السنوات القادمة.
وسيبقى صوتنا مع النائبة الشجاعة والمتميزة الهان عمر، ومع كل من ينتهج ذات السياسات المعرية لاسرائيل المارقة والخارجة على القانون والإدارات الاميركية المتورطة في تبني خياراتها وجرائم حربها والداعمة لها.
[email protected]
[email protected]