احوال الناس
ذهبت اتجول في أنحاء المدينه ارصد ببصري اتفقد أحوال الناس احاول ان اقيس مقدار مايظهر عليهم من سعاده و...
من هو القاضي؟ وقفت امام هذا السوال يتعجب فلكل تقريبا يعرف من هو القاضي! فأردت أن ابحر اغوص في هذا الوصف ليعرف الناس من هو القاضي فالبعض من العامه يعتقد بأن القاضي يمتلك جسم ولكنه خارق قوي قد يكون الحديد والصلب والتيتانيوم يدخل في صناعة هذا جسم لذلك نرى القاضي صارما بارد الوجه لايمتلك من الاحساس نصيب فقلبه عبارة عن مضخه تضخ الدم ليس لها أي علاقه بالمشاعر وهذا ما يعطي قيمه الى هيبته فقلت في نفسي هذه صفة تنطبق على مواصفات الرجل الحديدي الخارق .ولكن ليس للقاضي.
فتساءلت اذن من هو القاضي ؟ هذا سوال طرق عقلي كثيرا فالصوره النمطيه في أذهان الناس صوره مرعبه مشوهه فيها من المبالغة قد تصف القاضي بصفات خارقه على نحو ما ذكرت والبعض يحمل صوره سيئه عن القاضي بذكر مايحمله القاضي من عيوب ومايوجد في عمله من تقصير ولكني احببت أن أسلط الضوءعن الجانب الآخر من حياة القاضي الجانب المخفي عن أعين الناس..
القاضي انسان بسيط يعيش وسط عامة الناس حاملا على أكتافه رساله وابتلاء فالقاضي قد بنى حياته على هدف جميل وهو خدمة العداله والسكينه العامه حاملا على عاثقه رساله تحمل هم المجتمع بأكمله فليس سهلا أن يقعد القاضي يوميا على مقعده الوثير يفصل في قضايا الناس يسمع فيه اسرار البيوت والخلافات التي تندلع بين الاسر قد يكون وجه القاضي حينها باردا صارما ولكن تق أن المشاعر تكاذ أن تمزق قلبه اربا من الألم من نحو ما يسمع فليس سهلا علينا كقضاة حين نرى عراكا بين الاخوه وبالايادي و قد استولى الطمع على عقولهم وليس سهلا علينا أن نسمع صراخ المظلومين في وجوهنا أن كان هذا المظلوم لايستطيع ان يدافع ويثبث حقه.
أدعوكم لبرهه أن تجلسوا مع انفسكم و تطلقوا العنان لخيالكم وتضعوا انفسكم في هذه المواقف لتسمعوا كل هذا الأنين فنحن لانقضي بحدسنا انما نقضي بما ثبث أمامنا لأننا مقيدون بنصوص واحكام القانون فمهما ما عظم الشخص الماثل أمامنا أو صغر فإن عليه اثباث مايدعيه واحضار حجته فإذا عجز فلايلومن الا نفسه فقد ضقنا ذرعا من اتهام البعض بأن ميزان القضاء قد اختل فأقول مجيبا لازال ميزان القضاء صامدا ولكن ثقة الناس وسلوكهم هو من اختل .
يعود القاضي إلى منزله مثقل بالهموم في صراع قاسي مع النفس بين المشاهد الذي مازالت ماثله أمام عينيه وبين الاتهامات الظالمه التي تطال عدالته باكيا سائلا من الله الثباث
فلا يستطيع القاضي أن ينظر بفرحة الاب حين يرى اولاده أو يبادل زوجته ذات الابتسامه فقلب القاضي معلقا بين الملفات و عقله تائها بينها يحسب الادله يوزن البراهين يقراء لعله يجد مخرجا هنا او يصلح هناك وبين هذا وذاك يجد الساعه قد دنت ايدانا بيوم جديد و هموم جديده.
نحن معشر القضاة لسنا من زمرة الملائكه ولا نحن من زمرة الشياطين نحن بشر ناكل مثل ماياكل عامة الناس وكذلك مثلهم نمرض فالقاضي لايستطيع أن يقضي ويسهر على سلامة المجتمع وهو يبحث عن مايكفي أسرته ولايستطيع أن يقضي بين الناس وهو يتألم جراء الامراض الذي إصابته هو و أسرته وليس عدلا أن يظل مرتب القاضي هزيلا لايفي بحاجته ولا بحاجة اسرته.
كلمه اخيره فخامة الرئيس
ليس عيبا أن نصرخ فالصرخه لا تأتي الا من ضيق الحال لقد حملنا من الامانه مالاتطيقه الجبال ونقوم بواجبنا في ظل ظروف قاسيه لانمتلك فيها سيارات أو حمايات كافيه ولكن وصل الضيق بنا الى لقمة عيشنا فاهتزت فيها اسرنا واصبحنا نقعد في مقعد واحد مع الفقراء و هذا لايليق بنا كقضاة ، لا أستطيع سوى أن أقول الحل بقرار من فخامتكم او ان انتفاضة السلطه القضائيه في انتظاركم.
القاضي عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه