مصفاة عدن في حدقات أعين منتسبيها وعامليها في الشركة

لا تشككون في ضمائر الناس أو منتسبي شركة مصافي عدن ، لان المصفاة تعيش في وجدان ومشاعر وقلوب أبنائها كونها الأم للجميع في مديرية البريقة بمحافظة عدن ، وللذين لا يعلمون ماهي المصفاة أو يضربون الفال في توجيه الإتهام للغير عليهم أن يعرفوا ماهي المصفاة التي تقف على أرضها برعاية الله رغم كل الصعاب .


المصفاة صرح إقتصادي وطني متميز على مستوى الوطن وكانت قد انشأت في مطلع الخمسينات من العام 1954م ، وظلت مدرسة للتعدين وصناعة النفط وإعداد الكادر المتميز والذي لها الفضل الكبير في رفد وتطوير عدد من المؤسسات النفطية في دول الجزيرة العربية والخليج كونها كانت المصفاة الثانية في الشرق الأوسط ، ولأن كادرها يعد من أفضل وأبرز الكوادر النفطية خبرة وقدرة حتى وقت قريب والذي كانت المصفاة تعدهم في مركزها ويحسب له نجاح كثير من المؤسسات حتى على مستوى الوطن في محافظات مأرب وحضرموت وشبوة حتى اليوم .


في عام 1977م عندما آلت ملكية المصفاة للدولة كان يعتقد الجانب البريطاني بأنهم يسلمون منشأة متهالكة أنتهى عمرها الإفتراضي وفق مقاييس مهنية وفنية ، وكان هنا التحدي ورهان كادرها من العمال والفنيين والكادر الإداري الذي أصبح يمتلك من الكفاءات والقدرات العالية في صناعة النفط وتم الإحلال للقدرات اليمنية لتسيير المصفاة وبرغم صعوبة مرحلة التحول الجاري في البلاد ، إلا أن حب العامل للمصفاة ومنتسبيها كونها تمثل حياتهم نجح التحدي وكان الإصرار أن يمضي الجميع بتطوير وتحديث المصفاة ولو بصورة جزئية في كل مرحلة .


هاهي المصفاة اليوم في عمرها تجاوزت الخمسين ، في الوقت الذي أراد لها الإستعمار أن تنتهي في عمر العشرين ، أي من العام 1954م حتى 1977م لأنهم كانوا يعتقدون بأنهم سلمونا هياكل حديدية ، ومن الصعب تفعيلها بعد رحيلهم ، ولكنها ظلت محل تقدير عمالها وعشقهم وحياتهم بل ومرجع وطني لرفد الموازنة بالعملة الصعبة وكانت تعتمد عليها الدولة في الجنوب حيث تغطي قرابة ٩٠% من ميزانية الدولة في الجنوب يومها.


أما مايحدث للمصفاة من صعوبات وتحدي لا تحصى ولكن مايهمنا الإشاره إليه اليوم هو ما حدث مساء الجمعة الماضية من حريق ألتهم أحد خزاناتها وهذا لم يكن الأول ولربما لايكون لا سمح الله الأخير في منشأة صناعية نفطية أبسط الشرر قد يحدث مثل هذا الحريق وهذا قد يحدث وحدث في منشاءات نفطية أكثر تطوراً من مصفاتنا ، ومع ذلك وما لايعلمه البعض إن خزانات المصفاة تقع في أحواض مسورة بالأتربه تصل الى أكثر من خمسة أمتار إرتفاعاً في الحفاظ على أي تسريب أو حريق ليظل الإحتراق داخل هذا الحوض فقط يعمل رجال السلامة والأمن والدفاع المدني على تبريد الواحدات والخزانات القريبة من الخزان المحترق حتى لاتصل الحرائق إلى الخزان المحترق .


وما حدث للمصفاة وهنا لا أريد الحديث عن الأسباب ولكني أستبعد حدوث عمل تخريبي أو اللجوء إلى إفتراضات المماحكات السياسية والعبثية قد تقودها تداعيات الواقع اليوم أو الخلافات والمصالح السياسية ، لا ذلك من البعيد لأن عمال ومنتسبي المصفاة يضعونها في حدقات أعينهم وهي بمثابة أم لهم تربوا وتعملوا وعاشوا على خيرها ولن يسمحوا بالعبث أو التخريب فيها فقط .


أثبتت ظروف كثيرة مماثلة قدموا فيها أرواحهم وهناك قائمة بشهداء المصفاة قدموها حتى لا تتعرض المصفاة لأي تخريب أو أذئ ، وبالتالي فانه من المعيب مجرد الشك في العمل التخريبي من داخل المصفاة وأرى أن يلعب ساسة الصراع السياسي بعيد عن ملعب المصفاة لانها تمثل حياة ناس وحركة سوق محلي وضمان وطني للصناعات النفطية بنسب عالية ورافد وطني للعملة الصعبة .


فليحفظ الله بلادنا ومصفاتنا وكوادرها وقيادتها والأيادي الخيرة العاملة فيها لتبقى المصفاة الشريان الأساسي للوطن .