اهمية الشراكة المجتمعية في تحقيق الأمن والأمان
ان السعي لتاسيس وﺇﻗﺎﻣﺔ دولة مدنية مؤسسية يجب ان ترتكز على مبدأ احترام الكرامة الانسانية...
إن واقع المؤسسات التربوية والتعليمية في بلدنا اليوم محل تقييم في ادارتها ومناهجها وعناصرها ونظم إداراتها ومدخلاتها ومخرجاتها وغير ذلك مما لـه صلة ، فهذه المؤسسات بحاجة ماسة ومستمرة للإصلاح والتقويم والتجويد والتحسين والتطوير والتعديل حتى تنهض بدورها العظيم في المجتمع توجيهاً وإرشاداً وتعليماً وإعداداً وتزويداً بالكوادر الصالحة النافعة الفاعلة في شتى جوانب الحياة
حيث يحرك الأفراد والمجتمعات مجموعة من القيم التي تربينا عليها ونعيشها ونتأثر بها ومدى ثبات هذه القيم في النفوس هي الدافع والمحرك لتوجيه الفرد والمجتمع إلى إجراء أو سلوك معين.. لذلك فإن من أولويات التربية غرس القيم وغرس الفكرة وتثبيتها وطبعها في الذهن وهنا ياتي دور المعلم في غرس القيم الأخلاقية التي نراها اليوم معدومة بمجتمعنا للاسف الشديد .
وقبل ذلك علينا اولا الوقوف امام معاناة المعلم وحقوقه وان نعطي للمعلم حقه فلاشك أن المعلم مدرسة بحد ذاته لتخريج جميع فئات المجتمع، فإن السياسي والاقتصادي والمهندس والطبيب والضابط والمقاتل والمزارع والعامل يدينون جميعاً بالفضل إلى المعلم هل هناك من سأل كيف للمعلم أن يواجه مسئوليات الحياه القاسية براتب من الريالات لاتفي لفطور صباحي لأ سرته ، ارهقته الديون والفقر معاً ، إنها طامة كبيرة اليوم ان تجد المعلم يبحث عن عمل اخر بجانب عمله لكي يفي لمتطلبات معيشته فنجد الكثير من المعلمين بمواقع عمل لاتتناسب لمكانته العظيمة وقد بح صوته اليوم للمطالبة بحقوقه التي تتمثل بالتسويات المالية والوظيفية والتامين الصحي وتقاعد محترم يحافظ على ايامه المتبقية من العمر .
هل من الضرورة ان يخوض المعلم اضراب شامل اسوة ماحدث ويحدث اكثر من مره للقضاء و موظفي ومدرسي جامعة عدن ويتم اعطائهم حقوقهم ويعيدوا الكره للمطالبة بحقوق اكثر تواكب الظروف المعيشية الصعبة الجديدة ويضل المعلم محلك سر..
إنني أتحدث عن مهنة قوامها المشاق ، تزداد معاناة المعلمين يوماً بعد يوم ، إنها مهنة جعلت من شباب المعلمين شيوخاً أصابهم الوهن الشديد يخشي كثيراً منهم أن يقبضهم الموت وحياة اسرتهم المعيشية ضنكة ، ولعل الأمر العظيم الذي يجبرالمعلم للعمل بعمل اخر ظالما لعافيته وجانياً على صحته وراحته ، إنما الدافع الأعظم لذلك ، هو الغلاء الفاحش لأبسط إحتياجات المعيشة ، والرغبة في الأمن من خبايا المستقبل وتقلباته !!
الى متى !!
* أ. عارف ناجي علي
ناشط سياسي مجتمعي
مستشار بوزارة التربية والتعليم