أوقفوا الحرب في جنين
نتابع بقلقٍ بالغ ما يحدث في مدينة جنين الفلسطينية منذ أيام بين قوات الأمن الفلسطيني وشباب المقاومة،...
الاخ العزيز الصحفي جمال حيدره
أرسل لنا الأخ العزيز عبد العالم مقالكم بعنوان" حلقات قيد تضيق على رقابنا، واعتذار للرئيس قحطان الشعبي"
ولأول مرة أسمع مثل هذا الصوت الصادق والشجاع في قول الحقيقة التي مرينا بها في الماضي ونمر بها منذ 1967 وحتى عام 1990 والى اليوم. والسؤال هو من يحرك الاحداث و يقف وراء التطرف والمزايدات والعنف والاقصاء منذ 1967 وحتى اليوم كما أشرنا أنفاً . وقد تناولت ذلك في مذكراتي عن تجربة الدولة في الجنوب وتناولت تاريخ التجربة بإيجابياتها وسلبياتها ولا نعفي أنفسنا أثناء مسيرة التجربة ومشاركتنا فيها، من بعض السلبيات والاخطاء.
فالرئيس المناضل قحطان الشعبي رئيس وفد الجبهة القومية في مفاوضات جنيف مع وزير المستعمرات البريطاني اللورد شاكلتون، الذي وصفه و أعضاء الوفد المرافق له أنهم رجال من عيار ثقيل. وهؤلاء اتهموا بعد 1969 باليمين الرجعي، وهم ليسوا كذلك، فهم أول من شارك بثورة 14 أكتوبر وقيادتها الى جانب جبهة التحرير وبقية الاحزاب وجماهير الشعب، ثورة 14 اكتوبر التي هي امتداد لانتفاضات شعبية وقبلية قبل قيامها. كما شاركوا في مفاوضات الاستقلال وفي قيام الدولة وطرد البريطانيين من عدن أكبر قاعدة بريطانية في الشرق الاوسط ورفضوا وجود قاعدة بريطانية في عدن مقابل المال.
أما الذين جاؤوا بعدهم هم امتداد لرجال الثورة والدولة وكان البعض منهم أقل خبرة وادارة كما تناولت ذلك في تقييمي لحركة 22 يونيو عام 1969 بسلبياتها وايجابياتها، وبعد ذلك جاء الدور على الرئيس سالم ربيع علي الذي كان له سلبياته وايجابياته على رأس السلطة 1969- 1978، وقد أتّهم باليسار الانتهازي رغم الانجازات التي تحققت في عهده بمشاركة الجميع فيها لصالح العمال والفلاحين والمواطنين بشكل عام. ثم بعد ذلك علي ناصر اتهم باليمين الانتهازي ولا أريد أن أتحدث عن التجربة الشخصية التي تناولتها في كتاب الدولة، وهذه المصطلحات كانت دخيلة من خارج وطننا على تجربتنا وثورتنا وشعبنا. والشعب يعرف من كان ورائها وقد تناولت ذلك بالاسم في مذكراتي كتاب الدولة فقد دفعنا ثمن التطرف والمزايدات جميعاً في كل المراحل.
وقد يستاءل البعض لماذا لم يصنف حكم الرئيس عبد الفتاح اسماعيل كغيره من الرؤساء؟ إن وثيقة الكونفرنس بعد 1986 قد ردت على هذا السؤال وصنفت فترة حكم الرئيس عبد الفتاح اسماعيل نهاية 1978 وابريل 1980 بحكم الصف المبدأي، وكأن الرؤساء الاخرين الذين صنفوا باليمين الرجعي وباليسار واليمين الانتهازي لا يحملون مبادئ كانوا يناضلون من أجلها.
وفي نهاية مذكراتي تساءلت من كان يحرك الاحداث منذ 1967 وحتى اليوم كما اشرت، وقلت إنني عجزت عن معرفة من كان يحركها وأن الزمن سيجيب على ذلك ولكن بعد ضياع التجربة في اليمن الديمقراطية كغيرها من التجارب والتي أصبحت على ذمة التاريخ.
يجب ان نعترف بأننا كلنا مسؤولون عن الايجابيات والسلبيات ولكن علينا أن نستفيد من دروس وعبر هذه التجربة قبل الوحدة وبعدها التي لم يتعلم منها البعض. ويجب ألا نكتفي بما جاء في مذكراتي ومذكرات الاخرين عن هذه التجربة بل يجب أن يتشكل فريق من الأكاديميين ليسوا لهم علاقة بصراعات الماضي لتوثيق هذه التجربة بسلبياتها وايجابياتها وسنضع كل المعلومات والوثائق والكتب التي نملكها في خدمة هذا التوثيق، ورغم كل السلبيات التي نتحدث عنها فإننا نعتز بهذه التجربة وبالانجازات التي تحققت خلالها كالتطبيب والتعليم المجانيين حيث أن نسبة الامية وصلت ل 2 بالمئة باعتراف اليونسكو عام 1985،إضافة لبناء الاحياء السكنية الجديدة التي استفاد منها المواطن بأقل الاسعار وايضا استقرار العملة والاسعار ودفع المرتبات في الأول من كل شهر منذ عام 1967 حتى عام 1990.
*الاخ العزيز الصحفي جمال*
نحن نعتز بكم وبرأيكم وبرؤيتكم فأنتم واخوانكم امتداد لذلك الرجل الصادق والنبيل والانسان الفقيد الكبير صالح الحميدي الذي خسرته أسرته، وخسره الشعب والوطن، وخسِرتهُ أيضاً كأخ وصديق وانسان وكان التواصل واللقاءات بيننا مستمرة في عدن والرياض والقاهرة وأيضاً عمّان أثناء زيارتي له في المستشفى وكان يبتسم ويشعرك بأنه ليس مريضاً.
في حين كان البعض يتهرب من التواصل معي في بعض المراحل بعد مغادرتي للسلطة و لا يريدون مثل هذه العلاقة معي وأنا لست ضدهم وكان هذا خيارهم وقرارهم وأعذرهم ، وكما تعرفون إنني قد تعرضت لحملة ظالمة منذ 1986 وحتى عام 1990 بالاذاعة والتلفزيون والصحافة وتوجت بحكم الاعدام عليّا وعلى بعض رفاقي بتهمة الخيانة الوطنية العظمى. وانا اعرف ان الخلاف كان سياسياً بدليل أننا التقينا بعد ذلك مع البيض والعطاس والقيادة في الجنوب بعد مغادرتي السلطة 1986 ومغادرتهم السلطة في صنعاء 1994وطوينا بذلك صفحة الماضي بالتصالح والتسامح الذي التفت الجماهير حوله كما التفت قبل ذلك مع الثورة والدولة والوحدة.
وبعد أن غادرت صنعاء الى دمشق عام 1990 شنت عليّا أجهزة الاعلام في صنعاء هجوماً غير مبرر استمر حتى عام 2011 لا يقل عن الحملة التي تعرضت لها بعد 1986 لانني كنت مع الحوار ولست مع الحرب بين الرئيس ونائبه وقد وقفت ضد الاقتتال والانفصال ورفضت عروض السلطة والمال من الطرفين ومن أطراف أخرى لانها كانت عروض حرب ورفضت هذا الاصطفاف لأنني كنت متأكد أن ما كان يجري ليس لمصلحة الشعب وإنما كان صراعاً على السلطة والثروة وهذا كان قرارهم وخيارهم، والذي دفع الثمن هو الشعب منذ عام 1994 وحتى اليوم وان المنتصر في هذه الحرب مهزوم لان النصر العسكري هو نصر مؤقت.
كما تعرضت للهجوم بعد ذلك وحتى اليوم من قبل أناس لا أعرفهم وليس لي مشاكل او عداء معهم وانما كانوا واجهة للاخرين يختبئون خلفهم ولم يتعرض لمثل ذلك كل الذين حكموا اليمن مثلي شمالاً وجنوباً ولكنني لم أرد على هذه الحملات منذ 1986 وحتى اليوم وكان ردي على البعض الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم، سامحكم الله فاذا كان لكم مصلحة شخصية بالهجوم عليّا فاستمروا حتى لا تفقدوا مصالحكم الخاصة.
والأهم أننا حافظنا على سمعتنا وتاريخنا وتاريخ ثورتنا ودولتنا وعلاقتنا مع شعبنا ايماناً بالمبادىء الكبرى التي تربينا عليها ولم نتنكر لها أو نتخلى عنها مهما كانت المعاناة والصعوبات التي مرينا ونمر بها وآخرها موقفنا من الحرب 2015 فقد كنا نطالب بالاحتكام الى لغة الحوار بدل عن السلاح وتعرضت بسبب ذلك لحملة ظالمة ولم أرد عليها.
ونحن سعداء اليوم بأن الجميع اقتنع بالاحتكام الى الحوار بدل عن السلاح ونأمل أن يكون عام 2024 عام السلام والوئام والفطام.
*الاخ العزيز جمال*
كما تعرفون فإننا وقفنا ضد الحرب في اليمن ومع تحقيق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة كما نقف الى جانب القضية الفلسطينية في الماضي والحاضر ونقف اليوم الى جانب غزة الصامدة في ظل الصمت العربي والاسلامي والدولي المخزي. وكنا نتمنى أن تحذوا الدول العربية والاسلامية حذوا جنوب افريقيا في توجهها الى محكمة العدل الدولية في لاهاي لمحاسبة اسرائيل على جرائمها التي ترتكبها في غزة والمدن الفلسطينية.