قتل أمير الكلدي.. جريمة تنتظر تحقيق العدالة

في مثل يوم أمس من العام الماضي وتحديدا في فجر يوم  25 يونيو 2023، كان فجرًا مشؤومًا،  كان الضحية الشهيد، أمير محضار محمد الكلدي، يسير بسيارته عائدًا من العريش إلى منزله، عندما اعترض طريقهُ قطيع من الذئاب البشرية، يقودهم المتهم بحسب المحكمة علاء المشرقي، قائد قطاع قوات الحزام الأمني في مديرية الشيخ عثمان، وبلا رحمةٍ أو شفقةٍ، أطلقوا وابلًا من الرصاصِ الحيّ على سيارتهِ من جميعِ الاتجاهات، دون أيّ ذنبٍ اقترفه أو مخالفةٍ ارتكبها.

سقط أمير مضرجًا بدمائه، فيما روحه الطاهرة رفرفت في سماءٍ ربها شهيدة على واقعة قتل مؤلمة هزت أرجاء المدينة، تحت جنح الظلام، هُتكَتْ حرمةُ مدينةٍ آمنة، وذُبِحَ شابٌ بريءٌ بيدِ من يُفترضُ بهم حمايةُ الأرواحِ لا سلبُها!
لم يكتفِ المجرمون بفعلتهم الشنيعة، بل نقلوا جثة أمير إلى ثلاجة مستشفى الجمهورية التعليمي، دون إبلاغ أهلهِ أو حتى فتح تحقيقٍ في الجريمة.
عندما اكتشف أهل أمير غيابه، بدأوا رحلة البحث المضنية عن ولدهم، إلى أن واجهوا الحقيقة المُروعة ، وكانت الصدمةُ عظيمةً عندما اكتشفوا أن جثتهُ في ثلاجةِ مستشفى الجمهورية.

فاجعةٌ هزّتْ أركانَ عائلتهِ وأصدقائهِ، وزادتْ من هولِ المأساةِ عندما اتضحَ أنَّ منفّذي هذهِ الجريمةِ البشعةِ هم أفرادٌ من قواتِ الأمنِ المكلفينَ بحمايةِ المواطنينَ لا قتلهم!

توجهوا إلى الجهات المختصة، طالبين كشف الحقيقة ومعاقبة الفاعلين، لكنّهم واجهوا صدمةً أكبر، عندما اتضح أن المجرمين ليسوا سوى أفرادٍ من قوات الحزام الأمني، بقيادةِ المدعو علاء المشرقي.
استغلّ المجرمون نفوذهم ومنصبهم، ورفضوا تسليم أنفسهم للعدالة، متحدّين القانونَ والأخلاقَ والقيمَ الإنسانية.
ما زالت صرخةُ أهل منير تُدوّي في أرجاء عدن، و تُطالب بالقصاصِ العادلِ من قاتليه، وتُنادي بسرعة محاكمةِ المجرمين، ليكونوا عبرةً لمن يجرؤ على التفكير في ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة.
إنّ هذهِ الجريمةَ تُمثّلُ وصمةَ عارٍ على جبينِ من ارتكبها، وإنّ دماءَ الشهيد"أمير" التي سُفِكتْ بظلمٍ لن تذهبْ سدىً، ولنْ يهدأَ لعائلته وأصدقاؤهُ حتى ينالَ المجرمونَ جزاءَهم العادلَ.