ماذا بعد تهديدات الحوثي للسعودية؟؟!
منذ نحو شهر وأكثر، وبالتحديد منذ صدر قرار البنك المركزي اليمني التابع للحكومة اليمنية المعترف بها إ...
منذ نحو شهر وأكثر، وبالتحديد منذ صدر قرار البنك المركزي اليمني التابع للحكومة اليمنية المعترف بها إيقاف التعامل مع عدد من البنوك والمصارف في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، وخاصة في صنعاء، بدأ الحوثيون وعلى رأسهم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بإطلاق سيل من التهديدات ضد المملكة العربية السعودية بأشكال مختلفة، والإيحاء بأن اتفاق الحرب الذي تم مع السعودية لن يستمر طويلاً.
التهديدات والتحذيرات مستمرة من جميع قادة الحوثيين بطي صفحة الهدنة والعودة للحرب، وكان آخرها حوار محمد عبد السلام، رئيس وفد الحوثيين المفاوض مع السعودية، الذي قال إن خارطة طريق يمنية كانت على وشك التوقيع بموافقة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن قبيل حرب غزة، لكن حرب غزة وتطورات البحر الأحمر أجلت كل ذلك.
كل ما يحدث يثير فزع اليمنيين ويجدد مخاوفهم من اندلاع الحرب من جديد بين الأطراف اليمنية وبين جماعة الحوثي والسعودية، مع أن الكثير من المراقبين يعتقدون أن الوقت غير مناسب حالياً لتقوم الجماعة بمهاجمة السعودية، وأن غضبتها الأخيرة جاءت بسبب الإجراءات الاقتصادية التي اتهم الحوثيون الرياض بدعمها، وخاصة إجراءات البنك المركزي اليمني.
متغيرات حرب غزة ولا شك أهالت التراب على كثير من الأحداث التي سبقتها، كالأتفاق السعودي الإيراني، والهدنة الطويلة الهشة في اليمن، وعلى أحداث كثيرة إقليمية ودولية، أبرزها مساعي التطبيع بين السعودية وإسرائيل التي كانت تدعمها الإدارة الأمريكية.
انخراط الحوثيين في حرب غزة بمهاجمة السفن التي تتجه لموانئ إسرائيل نصرة لغزة هو أيضاً تسبب في إعاقة مشروع الهدنة الهشة في اليمن. والحقيقة أن جماعة الحوثي رغم استمرارها في عمليات البحر الأحمر، فإنها في موقف صعب ودقيق، إذ يرى بعض قيادات الجماعة أن اتفاق سلام في غزة سيكون مخرجاً من الالتزام الذي قطعوه بنصرة أهل غزة، وسيخفف حالة العداء الدولي الذي خلفه موقفها الأخير.
لكن هل فعلاً أن الحوثي جاد في تهديداته بقطع الهدنة؟
وهل مازال قادراً على الحرب من جديد بعد أن عرف تماماً أن للحرب ثمنها الفادح؟
أم أنه ماض في ذات الطريق؟
شخصياً لا أعتقد أن كفة الحرب هذه المرة ستكون في صالحه، فرغم حالة القوة التي يستعرضها، إلا أنه سيفكر ألف مرة قبل أن يفعل. كما لا أعتقد أن الأطراف الأخرى والسعودية تحديداً في وارد الانخراط في صراعات جديدة مهما كان حجمها أو ثمنها، وإذا حدث فذلك يعني أن برميل البارود هذه المرة لن يتوقف ولن يكون أحد بمنأى عنه في المنطقة، حتى أولئك الذين يتفرجون!